كثيرة هي التطلعات التي يرتقبها ويأملها كل يمني وكل ثائر في هذا الوطن الغالي. منذ اندلاع شرارة ثورة فبراير الثورة الشعبية الشبابية السلمية على نظام صالح المخلوع، والتي اجتثت التوريث الصالحي, وخرج الأغلبية من الشعب وهو يبحث عن العيش الكريم والحرية والكرامة.. خرجنا نهتف ونكبر ونهلل باسم الحرية والعدالة والمساواة. رسمنا أمام أعيننا أهدافاً وتطلعات لمستقلٍ أفضل, خرج البعض منا إن لم يكن الأغلبية وهم يعانون من أوضاع اقتصاديه مزرية تعصف بهم وبحياتهم الأسرية , كنا في مسيرتنا نرفع رغيف الخبز وعليه (يمن جديد) إشارة إلى برنامج صالح الانتخابي والى حجم الرغيف... كيف تدهورت حالته وحالة المواطن الذي يصل إليه بصعوبة , واستبشر الجميع خيراً بثورتنا التي نادت بأهم مقومات الحياة، ألا وهو رغيف الخبز (العيش) الذي يعاني منه الجميع. وأصبح عدمه يشكل خطراً على حياتنا, وما إن رحل صالح وانتخب الشعب عبد ربه منصور هادي وشكلت حكومة الوفاق وتحقق الهدف الأول لثورتنا وهو إسقاط النظام (صالح فقط) هدف نحقق ثلاثة أرباعه فقط ,لم نرَ أي كلام على الخبز (العيش) ولم نرَ أي تواجد له في مسيرتنا ولا يدور الحوار عليه وعلى حالته المتدهورة.. يبدو أن شغلنا الشاغل هو كراسي السلطة وتقاسم الفيد أصبح مهماً أهم من لقمة العيش.
كلما دار نقاش بشأن الخدمات الأساسية التي يطالب بها المجتمع نقف أمام هيكلة الجيش, صحيح أن هيكلة الجيش شيء مهم للغاية، حيث أنه يترتب عليه استقرار اقتصادي وامني داخل البلد, لكن ألا نعلم أن العالم اغلبه يثور على غلاء لقمة العيش حين يداهم الخطر الجميع .قد ينتقدني الكثير لما أكتب عن هذه الحالة وأمامنا حالة أخطر كما يرونها، صحيح أن هيكلة الجيش مهمة لكن رغيف الخبز أهم في هذه المرحلة الراهنة.
لماذا لم نشكل ضغطاً حقيقياً على الرئيس الجديد وحكومة الوفاق بسرعة الهيكلة والى جانبها تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي داخل البلد؟!
أعتقد انه لو شكل على النظام المخلوع ضغطاً بهذا الشأن وهو لقمة العيش لما استهان النظام بشعبه طيلت 33عاماً.
يستغرب البعض مني لماذا أستعجل الأمر بهذه السرعة ولكن أقول إن لم تعالج قضية الناس في قوت يومهم, وهي المواد الأساسية فأن وجودهم كعدمهم ويجب علينا الخروج بمطالبة الوزراء المعنيين بتحقيق المهام المناطة بهم. ليدرك الجميع انه عند خروجنا للمطالبة بهذه القضية سوف يفتخر من لم يخرج معنا بأننا على حق وقد أصبنا, ,ومن ينظر أن المطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي مع مطلبنا لهيكلة الجيش ضغطاً وتقزيماً للثورة فانه مُخطئ.
ما جعلني اكتب بهذا المجال هو تلك الناس البسيطة وأنا واحد منهم الذين يتطلعون إلى ثمار الثورة المباركة حتى نلمسها وليس هي حلم صعب المنال أن صدقت النوايا وخلص العمل ويجب علينا أن ندرك ان الثمار موجودة ولا نقول كيف بهذه السرعة نطلبها؟ولكن كيف نحصدها ونوزعها في أوساطنا ونحافظ عليها وأتمنى أن لا نترك لكل مشكك ومغرض مجالاً للتفوه على ثورتنا.
محمد الحجافي
هيكلة الجيش والعيش معاً 1638