جميل أن نفتح صفحة جديدة، لكن علينا نعرف ما الذي سوف يكتب في هذه الصفحة حتى لا نكرر ما كتب في الصفحة السابقة، فتنتهي صفحات أعمارنا ونحن لم نحقق شيئاً..
في 21 فبراير طوى اليمنيون صفحة بكل أحزانها ومآسيها وفتحوا صفحة جديدة صفحة الشعب التي يجب أن يكون هو من يكتبها ويسطر معالمها، وأول عبارة يجب أن تكتب في هذه الصفحة (هيكلة الجيش والأمن ضرورة وطنية لا تقبل التأخير أو التحايل) فهذا مطلب الشعب كله ليس مطلب الثوار في الساحات فقط، لأنه الهدف الثاني من أهداف ثورة سبتمبر الخالدة التي جنن بقايا النظام لدرجة أن عبده الجندي اعتبر ذلك جريمة شنعاء عندما قامت صحيفة الثورة بحذفها من صدر صفحتها الأولى فقاموا باقتحامها والسيطرة عليها غيرة على أهداف الثورة. هذا يدل على أن هناك إجماعاً شعبياً على ضرورة العمل على تنفيذ هذه الأهداف التي أهمها بناء جيش وطني قوى هدفه حماية البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها.
واعتقد أن أول خطوة من خطوات إعادة هيكلة الجيش هي إقالة الأشخاص الذين كانوا سبباً في تحويله إلى مليشيات متعددة الولاء تدور في فلك الأشخاص والعوائل واستبدالهم بكوادر وطنية مؤهلة ذات كفاءة ومهينة ليس عندها نزعات طائفية أو مناطقية أو حزبية.وهذا أول تحدٍ أمام الرئيس الجديد ليثبت لنا انه رئيس للشعب الذي منحه الثقة وأعطاه البيعة في يوم 21 فبراير...
بقايا النظام وعبر وسائل الإعلام المقربة من العائلة تروج أن انتقال السلطة الذي حدث يوم 21 فبراير كان صاحب الفضل فيه هو الزعيم الملهم صاحب المنجزات العملاقة، متجاهلين أن هناك ثورة وثواراً لهم أكثر من عام وهم في ساحات الحرية وميادين التغيير يحتشدون بالملايين وصل صوتهم إلى كل أقطار الدنيا واجتمع من اجلهم مجلس الأمن الدولي واصدر قراراً أممياً يقضى بسرعة نقل السلطة وفق المبادرة الخليجية هؤلاء للأسف الشديد يحاولون عبثاً أن يحجبوا عين الشمس بغربال.
يبدو أنهم قد فقدوا الذاكرة لم يتذكروا ما كان يخطط له زعيمهم الملهم قبل أكثر من عام عندما أقدم على تقديم تعديلات دستورية تهدف إلى قلع العداد من خلال إلغاء المادة الدستورية التي تحدد الفترة الرئاسية بفترتين انتخابيتين. لولا إرادة الله ثم ثورات الربيع العربي التي أطلقت من تونس ثم مصر ووصلت إلى اليمن لتم هذا الأمر لا كان هناك انتقال للسلطة ولا هم يحزنون، لذلك عليهم أن يستسلموا للأمر الواقع وان يعرفوا جيداً أن زمن الاستخفاف بالعقول والضحك على الذقون قد ولى إلى غير رجعة..
باعتقادي الشخصي أن الجدل في هذه القضية لم يعد يجدي (ولا يؤكل عيش )على حد تعبير اخواننا المصرين، فسواء كان علي صالح رئيساً مخلوعاً كما تقول قناة سهيل أو كان رئيساً سابقاً كما تقول قناة اليمن اليوم، فهذا لن يغير من الواقع شيئاً، فنحن الآن أمام عهد جديد ورئيس جديد وصفحة جديدة يجب على جميع اليمنيين التعايش معه وطي صفحة الماضي والتوقف عن البكاء على الاطلال، فالذي ذهب لن يعود...
هيكلة الجيش ضرورة وطنية لا مفر منها وبإمكان علي صالح أن يشارك في هذه القضية ويكون له إسهام فيها بحيث يحفظ ماء وجهه بان يقوم بسحب أولاده وأقاربه من قيادة الوحدات العسكرية التي حولوها إلى مليشيات تابعة لهم لا داعي لعناد ومواجهة التحدي بالتحدي فهو يعرف و الشعب يعرف حتى جدتي في القرية تعرف أن هؤلاء وصلوا إلى هذه المناصب ليس بكفاءتهم ولا بعلمهم ولا بأقدميتهم إنما لأنهم أقارب الرئيس. وبقاؤهم في ظل العهد الجديد نكرة لا يقبلها احد من الشعب إلا من كان صاحب مصلحة من ذلك أو كان صاحب قلب مريض..
تيسير السامعى
هيكلة الجيش ضرورة وطنية لا تقبل التأخير أو التحايل 1608