مع نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة 21 فبراير 2012م، ولج اليمنيون مرحلة جديدة من مراحل التاريخ كلهم توق إلى مستقبل أفضل في ضل تحديات جمة، لم يشهد لها تاريخ اليمن مثيل حتى غدا التساؤل الأكثر حضوراً وسط الشارع اليمني وماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟.
والحقيقية هي أن المشهد ما زال مخيفاً والطريق وعر ومليئاً بالوهاد والنتوء والصخور والشوك والزجاج، لكن أقدمنا لم تعرف يوماً في الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية طريقاً مفروشاً بالورود وضل الوضع مخيفاً في الغالب كقدر محتوم علينا كيمنيين لم نجد منه فكاكاً حتى اليوم.
في أول بيان له يوم 19 فبراير 2012 م كان الرئيس عبد ربه منصور هادي يخاطب اليمنيين كافة قال :أعلم جيداً أن الاستقرار المنشود لن يتحقق إذا كان هذا البلد يضم بين جنباته جائعين وخائفين ومرضى بدون أمل يمنحهم الطمأنينة.. ولذا فإن من أوجب الواجبات هو استعادة الدولة التي تم إنهاكها لتعاود القيام بدورها الأساسي بتأمين حياة الناس معيشياً.
نعم أيها رئيس.. نحن جائعون في دولة منهكة إلى أقصى حدود الإنهاك، بل وربما منهكة إلى الحد الذي لم يعد مخجلاً أن نشاهد في هذه الدولة من يبحث عما يشبع جوع أطفاله بين نفايات المطاعم .
نعم يا رئيس.. نحن خائفون في دولة منهكة إلى أقصى حدود الإنهاك، بل وربما منهكة إلى الحد الذي يسمح شيخ قبلي لنفسه ومرافقيه المسلحين باقتحام مبنى مصلحة الضرائب في قلب أمانة العاصمة ويعتدي على رئيسها بالقوة لينتزع منه قراراً بتعيين ابنه مديراً عاماً لأحد فروع المصلحة؟.
نعم يا رئيس.. نحن مرضى في دولة منهكة إلى أقصى حدود الإنهاك، بل وربما إلى الحد الذي يرفض فيه مسؤولو النظافة في هذه الدولة إعطاء عامل النظافة حقه ويحتالون على توظيفه رسمياً لضمان استمرارية الاحتيال على عشرات الملايين شهرياً من مرتبات عمال وهميين وتتكدس القمامة في كل حارة وشارع وتستوطننا الأمراض ولا أمل لدينا يمنحنا الطمأنينة.
نعم يا رئيس.. من أوجب الواجبات استعادة الدولة التي تم إنهاكها لتعاود القيام بدورها الأساسي بتأمين حياة الناس معيشياً،ولذا فنحن نريد منك استعادة الدولة التي أنهكتها مصلحة شؤون القلاقل (القبائل) المصلحة التي كانت دوماً الحجرة العثرة أمام بناء مواطن يعرف حقوق المواطنة له وعليه، فلا يفكر يوماً بالاعتداء على برج كهرباء أو بتفجير أنبوب نفط أو باختطاف سائح أو بالتقطع لناقلة نفط أو صهريج غاز أو اقتحام مصلحة حكومية بقوة السلاح.
نريد منك استعادة الدولة التي أنهكها المتنفذون وأصحاب المحسوبيات وتجار الأزمات وسياسي الصفقات، الدولة التي أنهكها برلمان ترتفع ميزانيته سنوياً مليارات ويعمل أغلب أعضائه بين تاجر حقيبة وسمسار تخفيضات ضريبية وتخليصات جمركية وخدمات توظيفية وليس من مؤهل لهم عد القراءة والكتابة من كتاتيب مصلحة شؤون القلاقل .
نعم يا رئيس.. نريد استعادة الدولة التي أنهكها الفساد حتى يعي مسؤولو الحكومة فيها أهمية الترفع عن سفاسف الأمور، فيدركون أنهم لا يديرون لوكندات للمقيل وأن من واجبهم إعادة تأهيل المصالح الحكومية التي تضررت خلال الأزمة دون التذرع بمن يدير هذه المؤسسة أو تلك.. نريد منك استعادة الدولة التي أنهكها الفساد لتعاود القيام بدورها الأساسي بتأمين حياة الناس معيشياً، فلا يضل عشرات آلاف الموظفين المتعاقدين في المصالح الحكومية لسنوات تزيد عن سبع ولا تنقص عن أربع يعملون ليل نهار تحت الحد الأدنى للأجور.. وسنكون معك إلى جانبك ولن نكون خلفك .
فاروق مقبل الكمالي
استعادة الدولة المنهكة يا رئيس 1734