لا شك ولا ريب أن ما يقوم به المتمردون الحوثيون في بعض مديريات محافظة حجة وخاصة في عاهم ومستبأ وكشر أمر لم يعد يحتمل وأصبح السكوت عنه جريمة وخاصة بعد أن قام وجهاء وأعيان ومشائخ المنطقة بإصدار بيان هام وعاجل، والذي ناشدوا فيه الضمير الإنساني المحلي والدولي لإدانة العدوان الحوثي على أبناء المنطقة والذي يدخل شهره السادس.

 ومع أن العدوان واضح والإجرام الحوثي فاضح وأن غالبية المقاتلين قد تم استقدامهم من محافظة صعدة ومحافظات أخرى، ومع أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية وأن النازيين الجدد يقومون بحرب إبادة طائفية وتصفية عرقية.. ومع هذا كله وغيرها الكثير نجد الدولة والسلطة ممثلة بالرئيس الجديد عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة واللجنة العسكرية العليا والأحزاب وخاصة أحزاب المشترك والمؤتمر، الجميع يلتزمون الصمت ويقفون على الحياد، وكأن الأمر لا يخصهم ومحافظة حجة ليست من الجمهورية اليمنية ولا هم مسؤولون عنها وعما يحدث فيها.

لأجل ذلك فإنني أضم صوتي إلى أصوات وجهاء وأعيان وأبناء مديرية كشر وغيرها والذين حملوا الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني المسؤولية الكاملة عما يقوم به المتمردون الحوثيون من أعمال إجرامية وتصرفات دموية وممارسات إرهابية، وإذا لم يتدخل الرئيس والحكومة لوقف العدوان وفرض هيبة الدولة وحماية الناس والمواطنين فإنهم يعُتبرون مشاركين في الجريمة ومتواطئين مع العدوان.

 إن كل الأخبار والمعلومات الواردة من كشر وغيرها من مديريات حجة ومن كتاف وغيرها من مديريات مناطق صعدة، تؤكد وتثبت أن الحوثيين يستغلون الأوضاع والإنشغال في قضايا أخرى لشن عدوانهم الغاشم وحربهم الظالمة وبهدف التوسع والهيمنة والتسلط على الناس ومحاولة إخضاعهم لمشروعهم العبثي والسلالي والعنصري ـ حسب تعبير بيان أعيان كشر ووجهائها والذين أكدوا في بيانهم أن الحوثيين تجاوزوا كل الحدود وارتكبوا كل الجرائم والفضائع والموبقات، وأنهم يقومون بهدم المنازل على ساكنيها ويثيرون الفتنة بالأسواق وينصبون النقاط ويرهبون الناس ويختطفون المارة ويقنصون المواطنين وأنهم أقاموا معسكراً على حدود مديرية كشر، يشنون منه الحرب والعدوان ويمارسون الظلم والطغيان ويرعبون الكبار والصغار والأطفال والنسوان، إنهم مجرمون بلا خلاف ومخالفون للكتاب والسنة بالاتفاق.

 والغريب والعجيب أن حكومة الوفاق الوطني والرئيس منصور هادي يؤكدون على وجوب محاربة القاعدة ويتعهدون بالقضاء عليها، فهذا طيب ومطلوب، ولكنهم في الوقت ذاته يتجاهلون الإرهاب الحوثي وأعمال وممارسات الحزب النازي بصورة مثيرة وطريقة تبعث على الشك والريبة، الكيل بمكيالين والتعامل بوجهين، وهو نفس سلوك النظام السابق والذي يأتي متناغماً مع الموقف الأميركي الذي يتشدد في مواجهة الإرهاب القاعدي ويتساهل مع الإرهاب الحوثي.. طيب الولايات المتحدة تقوم بذلك في إطار الحفاظ على أمنها القومي وفي سياق حربها مع تنظيم القاعدة، وباعتبار أن التمرد الحوثي لا يشكل لها أي تهديد، ولا يمثل لها أي خطر من قريب أو بعيد، بل إنهم ـ الحزب النازي والطرف الأمريكي ـ أصدقاء متحالفون وحلفاء متعاونون على سرر متقابلين وعلى معظم القضايا متفاهمين.. فما بال إذن الحكومة اليمنية ورئيس الجمهورية لا يقومون بواجبهم الوطني والديني والإنساني في وقف الجرم والعدوان الذي يقوم به حزب الشيطان النازي؟!.