إن ما حدث ويحدث من هجمات بغيضة غربية يملؤها الحقد الدفين ضد الإسلام والمسلمين والاستهزاء والسخرية بمشاعر المسلمين,وفي هذه الحالة على المسلمين التمسك بالوحدة واليقظة أمام هذه المخططات المشؤومة التي تخططها جبهة الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا ضد المقدسات الإسلامية والديانة الإسلامية ,لم تكتف قوات الاحتلال الأميركية بإهانتها للمسلمين من خلال حرقها القرآن في قاعدة باغرام الجوية، بل قامت بقمع دموي لاحتجاجات المسلمين الأفغان الذين خرجوا في تظاهرات منددة بهذه الجريمة البشعة، فأطلق عملاؤها النار على المحتجين ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير منهم.. إن جريمة القمع الإرهابية هذه تكشف زيف ادعاءات الإدارة الأميركية بصون الحريات والديموقراطية، التي زعمت أنها وجّهت جنودها إلى أفغانستان من أجل نشرها في هذا البلد، كما أن ممارسات الإدارة الأميركية في العراق، وتغطية المجازر التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين في كل يوم، ومحاولات إخضاع الدول التي ترفض الانصياع لإرادة الهيمنة الأميركية في المنطقة والعالم، من خلال التآمر عليها وحصارها وإنزال العقوبات بها، هي أوضح مثال على كذب هذه الإدارة وإجرامها ولكن لماذا تكتفي مثل هذه المؤسسات والمنظمات التي تمثل الشعوب الإسلامية وحكوماتها بالاستنكار فقط ولم نشاهد أي عمل جري يطبق على أرض الواقع لكي تستطيع من خلاله تحييد هذه الإساءات؟!. هذه الأفعال الإجرامية التي يقوم بها الغرب ليست الأولى وأيضاً ليست الأخيرة، هي رسالات عدة تقول للمسلمين أنتم لا شيء ها نحن نحرق كتابكم لن تستطيعوا فعل شيء,كعادته الغرب وعدائه للإسلام والمسلمين منذ الأزل ,فطاقاتهم كلها توجه نحو تدمير الإسلام وأهله ,وإبادة معتنقيه,إن الحقد الطويل الذي ينهجة الغرب ضد المسلمين لم يعد خافياُ وعلى المسلمين أن يستيقظوا من سباتهم العميق ,وإيقاف الغرب وزبانيته عند حدهم,هم يدعوا باحترام الدين ويهاجموه بأبشع الأفعال, يدعون بحرية الفكر والمعتقد وينغصوا على الإسلام وأهلة حرية العمل والممارسة,يدعون بأنهم حلفاء للمسلمين ويأتونهم من الخلف غدراً,يدعون باحترامهم للإسلام والمسلمين وهاهم يحرقوا ويهدموا مقدساتهم ومعتقداتهم ,يسعون لتحرير المسلمين من عبودية الله رب العالمين إلى أتباعهم والرضوخ لهم ,هذا هو دينهم وديدنهم مهما كذبوا وخادعوا بخطاباتهم العسلية ,هذا شعارهم وهدفهم (دمروا الإسلام أبيدوا أهله) كم هذا محزن ومؤلم ولكن الأشد ألماً عندما يقتلنا الغرب بسلاح أشقائنا ويحاربنا بمال إخوتنا.
أن الذي وصل بالمسلمين إلى حالة الضعف والهوان هو عدم تمسكهم بدينهم ومخالفتهم نهجه المستقيم ,فضعف الإيمان لدى المسلمين أدى إلى انعدام الغيرة على مقدساتهم ومعتقداتهم ,لم يعملوا بما جاء به القرآن الكريم وخالفوا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ,ولم يطبقوا الإسلام في حياتهم ,فالإسلام هو منهج حياه وطريق نجاه, إن ما حدث الأيام الماضية لهو أمر جلل يتفطر القلب له ويتألم لماذا لم يثور المسلمين ضد الملحدين لماذا يقفون مكتوفي الإيدي تجاه أعمال استفزازية من الكلاب الغربية ,لقد أثبت الشعب الأفغاني مدى تعلقه بالقرآن الكريم وبدين الإسلام فهم يعتزون بالقرآن الكريم ولذلك ثار غضبهم لحرقه، فخرجوا معلنين صيحة الغضب في وجه محتل جبان, وعميل خائن ,لقد ثاروا وانتفضوا معلنينها بالصوت العالي (نحن هنا) ولن تمر هذه الحادثة مرور الكرام وستدفعون الثمن غالياً ,ثار الشعب الأفغاني بعد أن صمتت قيادات العرب والمسلمين وكأن الأمر لا يخصهم ولا يعنيهم, سيسئلون أمام الله عن صمتهم هذا المريب تجاه مقدساتهم ومشاعرهم المقدسة.
ومرة ليست مختلفة عن غيرها وفي مكان آخر في البقعة المباركة القدس تنادي أنقذوني من خنازير بني صهيون ,يدنسوني بأبشع أفعالهم فلم يجبها أحد عدا القلوب الغيورة في فلسطين وغيرها ,هم اليهود المجرمين لم يكتفوا بقتل المسلمين وهدم منازلهم على رؤوس ساكنيها ظلماً وعدوانا,لم يكتفوا بطردهم من منازلهم وقراهم وسلبهم حرياتهم ,لم يكتفوا بالمجازر الوحشية التي يرتكبونها بحق العرب والمسلمين فهاهم يتداعون على الأقصى والقدس هم فئران يحفروا من تحته وكلاب تنهشه من الأعلى ليهدموه ,فمخططاتهم تسير بانتظام وبتخطيط ممنهج وبدعم لا محدود من الغرب وعملائه ,فهم لن يقفوا عند هذا الحد ولن يرتدعوا لأنهم لم يجدوا من يقول لهم قفوا ولن تتقدموا وعودا من حيث أتيتم ,هي أحلام وآه متى تتحقق نريد صلاح الدين ونريد عمر وعلي وخالد نريد قادة مثلهم يعيدون للإسلام مجده وللمسلمين هيبتهم ,فلقد عاث بني صهيون بالأرض الفساد ,فمتى تستيقظ أمة الإسلام من غفوتها التي طالت,ولكن الأمل بدأ يلوح في الأفق، فالشعوب العربية قد فاقت وتكلمت وأسقطت الحكام العملاء، فالثورات العربية ستتوالى حتى تصبح لنا قيادات بارزة تحمل هم الإسلام والمسلمين، فبعد أن تتطهر البلدان العربية من الطغاة والمستبدين ,ستتجه الأنظار صوب القدس وفلسطين معلنين ثورة شاملة ضد اليهود وكل أعداء الإسلام.. نعم هي ثورة شاملة والأقصى ينتظرها، فهي أمله الوحيد. ومضة: القران مورد الضمان إن جفت ينابيع الحياة اجعله ربيع قلبك ليحيا.
S_ayyash66@yahoo.com
سليمان عياش
القرآن يحرق..الأقصى يدنس..عذراً المسلمون خارج نطاق الخدمة! 1990