إن من أعظم دواعي الضلال وأسباب الهلاك إتباع الهوى، فإنه يهوي بصاحبه إلى المهالك.. قال الله تعالى لداود عليه السلام ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب).
جاء في التفسير إن من إتباع الهوى أن يحضر الخصمان بين يديك، فتود أن يكون الحق للذي له في قلبك محبة خاصة وبهذا سلب سليمان بن داود ملكه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان الذي أصاب سليمان بن داود عليهما السلام أن ناساً من أهل جرادة التي امرأته منهم - وكانت من أكرم نسائه عليه تحاكموا إليه مع غيرهم، فأحب أن يكون الحق لأهل جرادة فيقضي لهم فعوقب بسبب ذلك حيث لم يكن هواه فيهم واحداً.
إن فساد الدين يقع بالاعتقاد بالباطل، أو بالعمل بخلاف الحق "فالأول البدع، والثاني اتباع الهوى، وهذان هما أصل كل شر وفتنة وبلاء، وبهما كُذِّبت الرسل، وعُصى الرب، ودُخلت النار، وحلت العقوبات" ولذلك ما ذكر الله الهوى في كتابه إلا على سبيل الذم، وأمر بمخالفته، وبين أن العبد إن لم يتبع الحق والهدى، اتبع هواه.
قال الشاطبي: " سمى الهوى هوى، لأنه يهوي بصاحبه إلى النار".
وقال ابن عباس : ما ذكر الله – عز وجل – الهوى في كتابه إلا ذمة !!
" وأصل الضلال : اتباع الظن والهوى، كما قال تعالى فيمن ذمهم : ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) وهذا وصف للكفار فكل من له نصيب من هذا الوصف فله نصيب من متابعة الكفار بقدر ذلك النصيب.
وقال – تعالى – في حق نبيه، صلى الله عليه وسلم، ( والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى).
فنزهه عن الضلال والغواية، اللذين هما : الجهل والظلم، فالضال هو الذي لا يعمل الحق، والغاوي الذي يتبع هواه.
إيمان سهيل
إتباع الهوى يسلب الملك 2107