بصراحة لم يخطر ببالي أن يتحول المجتمع بمحافظة حجة على وجه الخصوص وأجزاء في محافظة عمران إلى ثقافة (البرميل) أو التوجه إلى أسلوب قطع الطريق على أبسط قضية أو خلاف قد يحصل بين اثنين من المواطنين، ذلك أنني أعرف بأن هذه المجتمعات تشيع فيها ثقافة السلام والسلم ونبذ قيم العنف والاقتتال خاصة التجمعات السكانية الواقعة على الطريق الرئيسية ما بين العاصمة صنعاء ومدينة حجة .
قد تستغرب – عزيزي القارئ- من هذه المقدمة الكلاسيكية لكن ما جرى ويجري من انتشار لثقافة التقطع أو ما يمكن تسمتها بـ(موضة البرميل) التي عملت على خلق الرعب والخوف لدى المسافرين من قطاع الطرق، ذلك أن هذه الموضة أو الأسلوب الممقوت في أخذ الحقوق أو حل المشاكل ليس بالحل، ولا يقبل به عقل، فضلاً عن أن الإسلام ديننا الحنيف قد شدد في عقوبة من يرتكب هذه الجريمة (نعم تُعد جريمة في شريعة الإسلام)..
ومهما بلغت المشكلة كبيرة أو صغيرة التي خرج المواطن لقطع الطريق بسببها لا تبرر قطع الطريق كوننا مجتمع مسلم أولاً، ثم إن هناك مؤسسات قضائية يمكن أن نرجع إليها لأخذ حقنا من خصومنا، وفي هذا قد يقال أن الدولة ضعيفة اليوم ولا تأخذ حقك إلا بيدك، وهنا أقول بأن علينا أن نعمل على إعادة الهيبة للدولة من خلال دعم مؤسساتها الأمنية والقضائية ومراقبة المقصرين منهم، والعمل على استبدالهم مهما كلفنا ذلك، وكل ذلك من خلال تفعيل الرقابة المجتمعية .
واليوم وبعد انتخاب المشير الركن عبدربه منصور رئيساً للجمهورية صار أملنا في استتباب الأمن والاستقرار في ربوع السعيد ة بصورة كبيرة، كما أنني أجدها فرصة لتوجيه النداء إلى الأخ الرئيس التوافقي وإلى حكومة الوفاق الوطني لملاحقة المرجفين في الأرض وقطاع الطرق من يريدون للفوضى أن تعم وتستمر، وأن أبناء الشعب في كل أرجاء الوطن سيكونون عوناً لهم وسنداً لترسيخ قيم الأمن والسلام، وتطبيق القانون على المسؤول وغيره، الغني والفقير، بمعنى أن نعيد للقانون مكانته بين المجتمع وهو ما يعني بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون..
والسؤال الذي يفرض نفسه! هل هذا بكثير على شعب سلمكم السلطة ووضع ثقته فيكم يا حكومة الوفاق ويا رئيس الجمهورية ؟ هل لي كأحد مواطني الشعب اليمني أن أسافر من حجة إلى صنعاء العاصمة دون أن توقفني نقطة همجية لقطاع الطرق هنا أو هناك؟ أم أن التنصل سيكون سيد الموقف كما تنصل مسؤولو حجة عن القيام بواجباتهم بل ودعوتهم لمن لجأوا إليهم لحل أحد القطاعات من المواطنين إلى أن يقطعوا الطريق على أبناء المحافظات الأخرى كما فعلوا ؟!
اسماعيل أحمد قشوة
موضة البرميل ... هل ستستمر؟! 1753