وأخيراً اختار الشعب المشير عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية بإجماع شعبي ومباركة دولية وتوافق كافة الأحزاب والقوى السياسية المتواجدة على الساحة الوطنية، وبعد أداء الرئيس لليمين الدستوري أصبح هو المسئول الأول في البلاد ويمكنه أن يمارس مهامه على ضوء ذلك لقيادة البلاد نحو مرحلة جديدة والعمل سوياً لإصلاح ومعالجة كافة ما خلفه النظام السابق من سلبيات وما خلفته الأشهر الماضية من عمر الثورة.. لذا فإن أي حديث خارج عن معاناة وهموم الوطن هراء، وأي خطة أو قرار لا يستهدف إصلاح حال المواطن وتحسين وضعه المعيشي حرث في الماء ونفخ في الأنبوبة المثقوبة.. وبالتالي فإن المرحلة القادمة جد صعبة للغاية وتحتاج إلى حس وطني ومسئولية جادة ونوايا صادقة في القول والعمل.. لدينا اليوم رئيس توافقي وحكومة وفاق وطني والجميع من أحزاب وقوى وغيرها يشاركون اليوم في صنع القرار واتخاذ المعالجات وحل المشاكل ومواجهة الصعوبات والتحديات، وكما قال الأخ/ محمد قحطان يجب وضع المماحكات الحزبية داخل فريزر خلال العامين القادمين، كما أن أي تجاهل للنظام والقانون والعمل وفق معايير حزبية أو قبلية أو مناطقية في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة مرفوض ويجب عليناً جميعاً أن ندرك أن عهد الرشوة والمحسوبية والمخالفات والوساطات والعشوائية في اتخاذ القرارات وتجذير الفساد المالي والإداري كل ذلك مرفوض في مرحلة بناء وتنمية ويمن جديد إن كنا جادين.. يجب على كافة القوى المتواجدة على الساحة أن تدرك جيداً أن فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي لا يستطيع لوحده خلال العامين القادمين أن يصلح كافة الاختلالات ويحل جميع المعوقات ويلبي متطلبات الشارع إذا لم نكن جميعاً إلى جواره ونعمل سوياً لذلك ونكون عوناً له ولقراراته كل من خلال موقعه الوظيفي والحزبي والاجتماعي، وذلك من خلال الآتي:
أولاً: على الموظف ابتداء من الوزير وانتهاءً بالمختص والمراسل أن يدركوا جميعاً أن المرحلة القادمة هي مرحلة اجتثاث الفساد المالي والإداري من مختلف المرافق الحكومية وعليهم رفض كافة المحاولات التي تسعى لإبقاء الحال كما هو عليه وكذا كشف جميع العناصر التي تمارس الفساد في أي مرفق حكومي والعمل على توريطها وإحالتها إلى القضاء لتنال جزاءها العادل.
ثانياً: على جميع المسئولين في مختلف المرافق الحكومية العمل وفق النظام والقانون وتطبيقها على الجميع دون تفريق، كما يجب أيضاً على المواطن العادي أن يمتثل للنظام والقانون في سلوكه وحياته اليومية، لا يعتدي على حق أخيه ولا يحمل السلاح ويتجول في المدن، وكذا لا يسعى للتضليل والمغالطة والاحتيال على القانون وتقديم الرشوة بهدف تحقيق مصالح شخصية وغير ذلك.. علينا جميعاً مواطن وتاجر ومسئول أن نعي مذا يعني لنا الوطن وأمنه وحريته واستقراره، وفي المقابل ينتظر المواطن من فخامة الرئيس الكثير ولعل أهم ما ينتظره المواطن من الرئيس الجديد هو اختيار البطانة الصالحة له والعمل على توفير المتطلبات الأساسية من الخدمات وفي مقدمتها إعادة التيار الكهربائي والمياه بصورة مستمرة وكذا إعادة سعر المواد البترولية إلى ما كانت عليه في السابق وتثبيت أسعار المواد الغذائية وكذا توفير الأمن والاستقرار على مستوى كل مدينة وقرية، كذا ينتظر أبناء الوطن فرض هيبة الدولة وقوة القانون في مختلف محافظات الجمهورية والتعامل مع المواطنين بمعيار واحد وفق النظام والقانون والدستور والمساواة وكذا إصلاح القضاء بما يوافق تطلعات الموطنين ومتطلبات المرحلة والضرب بيد من حديد لكل من يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار ومخالفة النظام والقانون وتجذير الفساد المالي والإداري.
وفي الأخير نتمنى للرئيس التوفيق والسداد لما فيه خدمة الوطن والمواطنين، ولبلادنا الأمن والاستقرار وبناء الدولة المدنية الحديثة مطلب كافة الجماهير اليمنية.
عبدالوارث النجري
بين الرئيس والشعب 1879