رحل صالح عن الحكم أخيراً وطوينا صفحة عهد شهد خلاله شتى أصناف الانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن وبهذا نكون قد حققنا الهدف الأول من أهداف ثورتنا الشبابية السلمية .. وآن الأوان لأن نسمع عن رئيس جديد يحكم اليمن رئيس خادم للشعب وليس سيداً عليه ... رئيس يحترم إرادة شعبه ويعمل على تلبية متطلباته.. رئيس من أجل اليمن وليس اليمن من أجله ...
في الواحد والعشرين من فبراير انتهى عهد الولاء للفرد وبدأ عهد الولاء للوطن ..إنه يوم صنعناه بأيدينا، يومُ تجسدت فيه الإرادة القوية، إرادة التغيير السلمي، إرادة الشعوب التي لا تقهر يوم ولد فيه اليمن الجديد .. خرجت تلك الملايين ليس كما يقال لوجود ديمقراطية في البلد بل خرجوا من جور الظلم والألم، خرجوا غير مجبرين ولا مكرهين بعد أن تحدوا كل المخاوف ليشاركوا جميعاً في صناعة الدولة المدنية الجديدة .. فقد هرموا كثيراً في ظل نظام انتهك حقوقهم وغرس فيهم الخوف والذل والجهل ... الجميع خرج لينتخب هادي لتخرج البلد من ما لحق بها من أذى ولرفض منظومة الاستبداد والإقصاء والتهميش والفساد الذي أكل الأخضر واليابس ..
انتهى عهد صالح إذن ... وكان يوم الثلاثاء 21/فبراير يوم عيد لكل اليمنيين ... كانت الفرحة في وجوه الأطفال أكبر بكثير مما هي في وجوه الكبار شاهدنا المستقبل المشرق بعيونهم، أجبرتنا سعادتهم على منح أصوتنا لهادي ليس حباً فيه ولكن من أجل المشاركة في صناعة مستقبل جميل يليق بهم ومن أجل المساهمة في بناء اليمن الجديد ...
عهد جديد بدأت تتشكل ملامحه لنحلق به بأجنحة الأمل والتفاؤل والعمل الجاد ....حتى نتمكن من رد الاعتبار لبلدنا وإزالة ما لصق بها من تهمة الإرهاب والتخلف ..عهداً جديداً نأمل بأن تصان فيه الحقوق وتحترم فيه كرامة الإنسان وأن يتم فيه الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام وأن يكون لدينا فيه حرية رأي سقفها السماء ولنسموا عالياً نفخر بأمنا اليمن ..
المجد والخلود للشهداء ..والانتصار لبقية أهداف ثورتنا السلمية .. والرفعة والسمو ليمننا..
لبنى القدسي
يوم من الدهر.. صنعناه بأيدينا 1462