الثلاثاء 21 / فبراير / 2012 هو يومٌ عظيم، يومٌ تاريخي، يومٌ تصّدر فيه الشعب اليمني للبطولة الثورية، وتُوج بكأس التغيير الذي ناضل من أجله وضحى وقدم كل ما يملك، قدم الغالي والرخيص، القليل والكثير، وصبر على الألم والمرض والجوع والعطش والحر والبرد والعقاب الجماعي بكل ألوانه وأنواعه وأشكاله من أجل هذا اليوم . يوم فرحة عارمة عمت أرجاء الوطن بأكمله، وملأت أرضه وسماه غبطة ً وفرحة وسعادة ً واستبشاراً، يومٌ ليس كمثله يوم مر على اليمنيين منذ 33 عاماً، يومٌ شعر فيه الشعب اليمني وكأنه ولد من جديد، كيف لا وهو من صنع ثورته وحدد هدفه ورسم دربه وشق طريقه ماضياً نحو تغيير ينشده منذ فترة طويلة منتظراً هذه اللحظة التاريخية بفارغ الصبر، حتى نال مبتغاه وتحقق حلمه في هذا اليوم الذي خرج معظم الشعب اليمني عن بكرة أبيه مشمراً عن سواعده مشاركاً في تحديد مسيره مسطراً بسلميته أعظم وأروع البطولات الثورية التي أذهلت العالم وأدخلته التاريخ من أوسع أبوابه حيث أثبت هذا الشعب للعالم أنه ذو حضارة ووعي وتقدم ورقي يفوق الخيال، ناهيك عن الحكمة والإيمان العميق بأن الله لن يخذله ولن يترك هذه المجموعة الفاسدة، الظالمة تتحكم بمصير وأقوات العباد الذين عانوا وذاقوا كؤوساً عديدة من الذل والهوان والفقر والحرمان والجور والطغيان وهم صابرون، إلى أن أدركوا أنه حان الوقت لاقتلاع واجتثاث الطاغية فهبوا وخرجوا وشاركوا في التغيير والذي حصدوا ما زرعوه طوال هذه الأشهر الماضية في هذا اليوم الذي سيبقى عظيماً وسيخلد في عقول وقلوب اليمنيين جيلاً بعد جيل وسيبقى راسخاً في أذهانهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . إن هذا اليوم والذي هو بمثابة عرس لجميع اليمنيين قد كشف عن حب اليمنيين ليمنهم وعرف العالم كيف يكون حب الأوطان وكيف تكون التضحيات . حيث تسابقوا من كل حدب وصوب تاركين ومخلفين وراءهم آلامهم وأوجاعهم وأحزانهم وهمومهم ومشاكلهم ومعاناتهم و.... الخ لكي يدلوا بأصواتهم حتى أن بطائق الاقتراع نفدت من بعض اللجان والمراكز بسبب توافدهم بشكل لافت مما أدهش الجميع، فلم يكن ما حدث في الحسبان أو أنه متوقع إلا إن ندر، ولسان حال كل واحد منهم يقول :
وطني أنا حريتي
ليس التراب أو المباني
أنا لا أدافع عن كيان حجارة
لكن أدافع عن كياني
فمعاً لتحقيق كامل أهدافنا ... والمجد للوطن والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين.
فايز شريف الأنصاري
يوم ليس كمثله يوم في تاريخ اليمن 1871