كان يوم الثلاثاء المنصرم الحادي والعشرين من فبراير يوماً مشهوداً تاريخياً وعظيماً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد توافد الناس والجمهور العريض زرافات ووحداناً، رجالاً وشيوخاً، نساء وشباباً، ومنذ مطلع الصباح الباكر وقبل أن تؤذن وتخرج ذُكاء من خدرها بإشراقتها وشمسها وذهبيتها وأشعتها وبهاءها وطلعتها، بل وقبل أن تفتح دوائر ولجان ومراكز الانتخابات أبوابها، جاء معشر ومعاشر اليمانيين من كل فج عميق وحدب وصوب ليشهدوا ميلاد اليمن الجديد، اليمن السعيد، يمن المحبة والسلام، يمن الأمن والاستقرار، يمن التغيير والبناء والمستقبل المأمول والمنشود، إقبال الناخبين بكثرة فاق كل التوقعات، بل لا أبالغ إذا قلت بأنه كان منقطع النظير، شاهدت بأم عيني الرجال والشيوخ والنساء والشباب، وكل من بلغ السن القانونية طوابير طوابيـر، متراصين بنظام وانسجام وحب ووئام كالبنيان المرصوص وتنقلت في أكثر من دائرة ولجنة ومركز انتخابي بأمانة العاصمة بحكم أنني عضو في منظمة البناء الوطني وهي من المنظمات المدنية التي تعنى بالرقابة على الانتخابات، وكذلك لدي بطاقة تحمل اسمي وصفتي وصورتي من اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء مكتوب عليها: "بطاقة مشاركة في الإطلاع على سير العمليات الانتخابية والاستفتاء".
الحكمة اليمانية تجلت في أروع بهائها وجمالها وصورها، بل الروعة ذاتها وعينها في هذا اليوم التاريخي المهيب الذي سيسجل في صفحات من نور وبماء الذهب في ذاكرة الشعب اليمني بأسره ولله در الشاعر الأديب الشهيد/ محمد محمود الزبيري – رحمة الله تغشاه- القائل:
يومٌ من الدهر لم تصنع أشعته × شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
المهم والأهم تم التصويت والاستفتاء للرئيس التوافقي المشير/ عبدربه منصور هادي، وسطر الشعب اليمني ملحمته الرائعة والبطولية التصويتية بوطنية وبسالة ومجد وكرامة وفخر وعزة، وشاركت كل القوى السياسية الفاعلة من المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه والمشترك وشركاءه، والمستقلين والثوار والأنصار في ساحات وميادين الحرية والتغيير، مع تقديرنا واحترامنا للقلة المقاطعة الذين سيلحقون بالركب الميمون بإذن الله عما قريب للمشاركة في بناء الوطن اليمني.
سائلين الله جلت قدرته أن يعين الرئيس الجديد لليمن الواعد والواحد وأن يأخذ بيده في تحمل هذه المسؤولية الجسيمة والأمانة العظيمة الملقاة على عاتقه وأملنا ورجاؤنا بالرجال المخلصين الشرفاء المحبين لوطنهم ويمنهم وشعبهم وأمتهم بأن يقفوا وفقة رجل واحد بإعانتهم للرئيس للنهوض باليمن الجديد والعهد التليد والعصر الفريد والحكم الرشيد والوطن السعيد.
للتأمل:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة × فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي × ولا بد للقيد أن ينكسر
- عضو الأمانة العامة للحركة الديمقراطية للتغيير والبناء.
Shab15@ymail.com
///////
شهاب الدين المحمدي
يوم تاريخي مشهود 2114