إن الكثير من الناس وخاصة غير النبيهين ربما تأتيهم الفرص فلا يستغلونها والعاقل هو من يغتنم هذه الفرصة لتكون له مغنماً سواء مغنماً تجارياً أو صناعة تاريخ لنفسه وذاته وكم مرت سنوات ونحن باليمن وخارجه لم نسمع للمشير هادي خطاباً رناناً ولا منجزاً عظيماً ولعل له من اسمه نصيب ولكن فرصة جاءت إليه فالمستقبل مليء لنا بالعجائب، إنه لم يكن يفكر حتى مجرد التفكير أن يستلم مقاليد الحكم فكيف يكون له إجماعاً من الأحزاب والقوى والمنظمات والشباب ولكن لله في خلقه شؤون والإمارة إن جاءت بلا طلب أعانه الله عليه ومن طلبها لم يعن عليها فإنا لا نولي هذا الأمر من حرص عليه.. ياليت أن علي صالح المطرود صنع لليمنيين هذا قبل الأحداث وسفك الدماء والضغط الداخلي والخارجي، لكن ظن وخاب ظنه أنه سيتجاوز الضخم الجماهيري والشعبي المطالب بالتغيير، إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر لعله يقود الثوار وأنصارها من الجيش والقبائل إلى سفك الدم اليمني ويخمد الثورة، لكن كم أنت عظيم يا شعب اليمن وكم أنتم حكماء يا قادة المشترك، فالإيمان يمان والحكمة يمانية، إن هذا اليوم هو يوم انتصاراتكم ولكنها انتصارات بلا بندقية ورشاش، إن هذا اليوم هو يوم عزكم وشرفكم ويوم ذل وخزي الظالمين والمستبدين.. 
يا شباب الثورة ما ألذ النصر، بعد الصبر فقد زحفتم إلى القصر لكن بالقلم والورقة، يا أبناء وبنات الثورة لقد زلزلتم عروش الظالمين والجبارين لكن بحناجركم لا بخناجركم وبصبركم وثباتكم، يا أصحاب الميادين والساحات لقد علمتم العالم منهم اليمنيون، إنهم القوم الجبارون لكن على من ظلمهم وأباح دمائهم وبغى عليهم، يا أبناء الاعتصامات والخيام لقد سهرتم لياليكم وتعبتم في نهاركم لكن لم يكن للدنيا والجاه وإنما كان لدينكم ووطنكم وشعبكم لتصنعوا مستقبلاً مشرفاً وبلداً آمناً ووطناً ينعم بخيراته كل اليمنيين لا لحزب أو أسرة أو فرد.. عجباً لك يا صالح كيف فات عليك القطار ثلاث مرات، أما الأولى فهي في 2006 يوم قلت لن تكون مطية للفاسدين، فلو صنعت ذلك لدخلت التاريخ من أوسع أبوابه، لكن غرك وخادعك شيطانك من الإنس والجن.. عجباً لك يا صالح كيف فاتك القطار يوم أردت تعطيل الدستور وفكرة التمديد والتوريث والسلطة لشعب بأكمله ودستورا، عجباً لك كيف فاتك القطار يوم جمعة الكرامة وإحراق تعز وتدميرك لأرحب ودكك لنهم وتخريب بيت البطل التاريخي الشيخ الأحمر الذي آواك ونصرك وأطعمك وأيدك وغدرك للواء علي محسن يوم فكرت باغتياله يوم لم يوافق على قتل الشعب.. لقد ضللت الطريق وأسأت لغاية وأخطأت بالهدف ومكرت مكراً كبارا وإن كان مكرك لتزول منه الجبال، لكن فلا تحسبن الله غافلاً عنك ماذا استفدت ديناً ودنيا تاريخاً وصيتا؟
 21 فبراير هو اليوم الوحيد التي ترى المنتخب يذهب ينتخب بلا إكراه أو ترهيب، 21 فبراير هو اليوم الوحيد الذي نرى فيه انتخابات بلا نهب لأموال البلد والوطن وصرفها في شراء الذمم وقليلي الدين، 21 فبراير هو اليوم الذي لم نرَ الشخص يصوت مرات متعددة وبصور متلونة وبأسماء مزورة، 21 فبراير حتى ولو لم يكن تنافسياً إلا أنه يوجد الأمل لليمن ببناء يمن ينعم بالأمن ويسوده المحبة والإخاء وتؤمل بقوته وعزه وشرفه، 21 يوم الأمل بعد الله.. ليكن اليمن هو من يقود المصالحات للآخرين بدلاً أن يقاد لنا وهو البلد الذي يمد يد العون والحب والوفاء للجيران والأقارب والإخوان بدلاً أن يتصدق ويحسن إلينا.
أيها الرئيس الجديد فخامة المشير عبد ربه منصور هادي أملنا بالله ثم بك وثقتنا فيك أن تكونٍ عند حسنٍ الظن عليك أيها القائد أن تنظر إلى مساوئ وأخطاء صالح فتتجاوزها لتكون حاكما لكل اليمنيين وراعيا لشؤونهم وحارساً على مصالحهم وناصراً لقضاياهم وأميناً على مكتسبات وخيرات وطنهم..
اللهم أعز اليمن واليمنيين ووحد صفه واحمي أرضه وأبطل كل المكائد والدسائس والحيل على هذا البلد العظيم المعطاء.