أثار في نفسي سؤال الدكتور/ عبدالرحمن بالخير, والمعنون "إلي أين نسير" كثيراً من التساؤلات وتداخلت وتزاحمت في عقلي كثير من الإجابات، مردها جميعاً إلى سوء المصير, والدخول في نفق مظلم، مادمنا نتحاور بالأحجار بدلاً من الحوار، والطلقات بدلاً من الكلمات، ونوزع الاتهام بدلاً من الحب والوئام، ونحرق الإطارات ونكسِّر الإنارات ونخرب الحدائق والمنتزهات، يسيطر علينا ضيق الأفق وانسداد الرؤيا، لا نرى أحداً غيرنا في الساحة، فنحن القادة وغيرنا مرتزقة وعملاء, نوزع ونسطر البيانات، ونحكم فيها على المقاصد والنيات،كثرت كياناتنا ومكوناتنا فاختلفت رؤانا لا نتفق أبداً على رأي إلا إذا اتفق الليل والنهار، هذا باختصار حال ومآل كثير من الزعامات والكيانات، فهلا رتبت الأوراق واتخذت الموافق السليمة وحدد الهدف والطريق الموصل لتحقيقه، ولا سيما ونحن قادمون على مرحلة مفصلية في حياة الأمة بعد الانتخابات الرئاسية، فعلينا التحلي بآداب الحوار والتخلي عن المزايدات وتوزيع الاتهامات، هذا زعيم وذاك خائن عميل، فبهذا نسير بخطى ثابتة لتكملة المشوار بروح تواقة دون عثرات وكبوات حظر الانزلاق للهاوية والدخول في ذالكم النفق المظلم.
    هلا كانت مظاهراتنا سلمية، واحتجاجاتنا حضارية دون انفعالات والمساهمة في زيادة الاحتقانات، لنرسل رسائل إلى كل المجتمعات الإقليمية منها والدولية بعدالة قضيتنا وأننا ظلمنا، لاستمالة تضامنهم وجلب مساعدتهم وان طال بنا الطريق، ولنعلم يقيناً بان النضال يأكل السنين ولا يتأتى بالتعجيل، هذا إن رغبنا أن ينظر إلينا العالم بعين الوقار، فعلينا أولاً توحيد القيادة وثانياً جمع الملفات المترامية والدخول في الحوار ولا شيء غير الحوار فبه تنال المطالب وترسخ ثقافة السلام، فذلكم الطريق الذي علينا سلوكه، فقد بدأت ملامحه واضحة.
mosabeh5@gmail.com