في وقت اشتدت فيه المصائب والمحن وفي ظل وضع متدهور جعل الوطن على فوهة بركان ومهدداً بالانفجار في أية لحظة بحرب أهلية طاحنة لن تبقى ولن تذر - كان الإجماع على المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي وهو توافق غير مسبوق على مستوى الساحة اليمنية بين الفرقاء، كون هذه الخطوة باتت ضرورية حتمية، فالمشهد ينذر بشر مستطير وجميع ما يدور يؤكد أن الأمور تسير نحو الهاوية والجميع من دون استنثاء بات مهدداً بالهلاك المبين.
فالظرف العصيب من أزمات وفتن وانقسامات جعلت الفرقاء يستشعرون أهمية الاتفاق والوفاق للخروج من هذا المأزق الذي سيجهز على الأخضر واليابس وكونه أيضاً السبيل الأوحد للنجاة.
وهو أمر قابله المواطن اليمني بردود أفعال متباينة، فهذا يرى فيه نوعاً من التغيير وذاك يرى فيه القشة التي يتمسك بها الغريق وهي المتاح الوحيد، فالوضع لا يحتمل المزيد وأي خلاف أو اختلاف جديد سيجعل القشة تقسم ظهر البعير جدياً وما خفي كان أعظم وإن كان لا يجهل كثيراً بعض ما يدور خلف الكواليس، إلا أنه الاستبشار بانفراج قريب على مستوى الساحة..
والناظر التمعن سيكتشف أن الدعوات التي حثت على المقاطعة لم تكن لشخص عبدربه هادي المرشح التوافقي بقدر ما هي نوع من الاحتجاج على أوضاع قد لا يرى فيها المواطن ما يبشر بخير، أي ما من شأنه أن يسهم في الحل وإرساء العدل الغائب في حقبة بعض لصوص وقطاع طرق فضلاً عن ما يشهده الشارع من نفور ويأس وفتور وكأنهم قد وصلوا إلى يقين أنها لن تحقق لهم شيئاً ولن تثمر إلا المزيد من الفاسدين واللصوص المارقين وناهبي ثروات الوطن الحزين..
ترى هل ستشهد الأيام القادمة صفحات ناصعة البياض؟ وهل ستصفو النفوس وتتسامى فوق الجروح لبناء يمن جديد تسوده المحبة والوفاق وتتحقق فيه الطموحات المشروعة وينعم فيه المواطن بالأمن والاستقرار..
عفاف سالم
الشعب ينتظر اليمن الجديد 1737