الجيش الاسري
ثمة فرق بين جيش بني لحماية شعبه ووطنه وجيش صنع لحماية أفراد وعصابات يقتل شعبه ويدمر وطنه،عندما يصبح الجيش في يد أسرة واحدة لا غير تستمر معاناة الشعوب وتطول أناتهم وتزداد وتتعمق جراحاتهم ويبلغون مبلغاً عظيماً من القتل والتنكيل،فكلما كان الجيش مبتعداً من الأسرة كلما قلت آمال الطغاة في البقاء مدة أطول في بغيهم وعدوانهم والعكس صحيح عندما يصبح الجيش في يد عصابة تطول مدة الثورات ويكثر الهرج ويزداد التدمير،فلو نظرنا إلى الجيوش الغير أسرية التي وقفت بجانب الشعوب وساندتها في استرجاع حقوقها لأن هدفها بالأصل هي حماية الثورة،لأن دورها حماية الشعب لا قتله, هدفها الحفاظ على الأرض والإنسان لا التخلي عنهما وقت الأزمات،فالجيوش الغير أسرية هي التي أسقطت الطغاة في أيام معدودات.
الجندي الروبوت
عندما تصبح الجيوش كالروبوتات تتحكم به عصابات حاكمة طاغية مستبدة أمر خطير وعواقبه وخيمة ونتائجه كارثية لا يمكن لأحد تصديقها، فعندما يؤمر الجندي أو القائد(الروبوت) للقتل فيقتل وبلا تردد يؤمر للهدم، فيهدم يؤمر للتدمير فيدمر يؤمر لقتل نفسه فيقتلها إرضاء للسيد(الحاكم) كم هذا من المحزن عندما يصبح حال الجيوش هكذا،عندما تصبح الجيوش كالآلات بلا وعي بلا رحمة بلا رأفة وبلا عقل هكذا، بنته أيدي الفساد، بنته ليقتل أخاه وليهدم منزله،هل للمدارس العائلية هذا التأثير الكبير ؟هل يستخدمون رقاقات مغناطيسية لأدمغة الجيوش؟وهل وصلوا إلى تطبيق أفلام الكارتون على أرض الواقع؟عل هذا يحصل ولنستشهد بالجيش السوري (مع احترامنا وتقديرنا للجنود والقادة الأحرار الذين انضموا إلى الثوار) الذي يرتكب فظاعات أكبر مما عملوه بني صهيون,لقد أصبح عبداً (لبشار الثعلب) فجزء من أرضه محتلة عشرات السنين ولم يفعل شيء لم يطلق حتى رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني وهاهو يوجه المدافع في صدور شعبه سحقاً لهكذا حكام بل أصبح يحمي حدود العدو خوفاً من الإرهابيين,يدعي بحماية المقاومة وأرصه محتلة،يدعي بالوطنية ويقتل شعبه،مفارقات عجيبة وغريبة في نفس الوقت.
الأعداء: تشاؤم وتفاؤل
إن الأعداء الذين يترقبون الثورات العربية على حذر يتشائمون ويتفائلون، يتشائمون من استيقاظ الشعوب العربية من غفوتها،واستعادتها روحها الأخوي القومي الوطني الذي طالما فرقتها الحدود،فمصر تهتف لتونس وليبيا تهتف لمصر واليمن تهتف لليبيا وجميعهن يهتفن لسوريا وجميعهن يهتفن لفلسطين،لقد ظنوا الأعداء،أن العرب نسوا فلسطين نسوا القدس والأقصى ولكن هذا محال بفضل الله ثم بفضل الثورات التي أعادت أواصر الأخوة والمحبة والتعاضد والتكاتف بين الشعوب العربية والإسلامية، يتشائمون من سقوط أحبابهم وحلفائهم الذين خدموهم كثيرا، يتشاءمون من صعود الإسلام إلى منصة الحكم،ولا تثريب عليهم في ذلك، ويتفائلون عندما يروا الجيوش العربية تقتل أبنائها بلا رحمة وبلا شفقة وتدمر منازلها وتبيع أرضها، بل قد يفوقونهم بأفعالهم البشعة والفضيعة، فقد سهلوا عليهم المهمة في قتل وإبادة الشعوب العربية.
الحاكم المستعمر
عندما يصل الحاكم المستبد بأفعاله أعلى مرتبة من المستعمر يصبح بقاؤه محالاً,فأي حاكم تلطخت يداه بقطرة دم من شعبه لن يطول بقاءه وسيتزلزل عرشه بعون الله، ثم بإصرار الثوار الأحرار, فالمستعمر الخارجي لم يفعل ما فعله الحكام العرب ضد شعوبهم, فيخلوا له الجو،وأسباب القضاء على الشعوب من جيوش آلية بلا عقل،ومكان قريب للمعركة غير المتكافئة يواجهون مواطنين عزل بلا سلاح صدورهم عارية, فكيف لنا أن نحلم بتحرير فلسطين وما زلنا محتلين من قبل أفراد وأسر هي اخطر علينا من الأعداء،نعم هو احتلال ولكن من نوع آخر هو استعمار بحلة جديدة وميزات عديدة وفريدة,فجزاء الشعوب أن أعطتها سنين من عمرها قضتها في الفقر والجهل والبطالة بعد هذا كله تأتي لقتلها والتنكيل بها تأتي لتدمير منازلها وقتل أبنائها وتهتك أعراضها، وبلا سبب سوى أنها طالبت باسترجاع حقوقها،ماذا يقولوا عنهم اليهود والنصارى فلقد أصبحوا ارحم علينا من حكامنا أين درسو ا، أين تعلموا واتقنوا أساليب القتل والتدمير, وتفننوا في التعذيب والحصار المميت.
الجيش يحمي الثورة
الجيش يحمي الثورة ويقف بجانبها لأن أساس هدفه خدمة الشعب لا قمعه والدفاع عنه, لماذا بنيت الجيوش إلا لحماية الثورة ولماذا تحمي الثورة لان الثورة تبحث عن الحقوق المنهوبة والفساد المسرطن وترحيل الطغاة الظالمين، فنحن نقدر ونشكر الشعوب الوطنية الحقيقية التي وقفت بجانب الثورات وساندتها في استرجاع حقوقها وساهمت في تحرير الأوطان من الفاسدين والظالمين.
الثورة تبني الجيش الوطني
لقد أتت الثورات لتعيد للجيوش العربية هيبتها ومكانتها التاريخية السامية,أتت لتعيد لها رسالتها الوطنية, و غرس قيم الحب والولاء للوطن والمواطنين،أتت لتزيل التناقضات التي أحدثها الطغاة،أتت لتجسيد فكرة الجيش الوطني الفعلي والحقيقي،أتت لبناء الجيش الوطني ليكون له الدور الكبير في العالم،وبناء الأوطان، وتعتبر الجيوش الوطنية أساس نجاح الدولة المدنية الحديثة،فبقاء الجيش مع الثورة يساوي فناء المستبد،فشكراً للثورات وشكراً للجيوش الوطنية وشكراً للثوار الأحرار والرحمة من الله على الشهداء الأبرار.
ومضة:
وطني الحبيب تمتد مسيرة العطاء فيك لنتوجك جميعاً على رؤوسنا ونمضي قدماً في خضم تطور الحياة، ونحن نحمل في قلوبنا حباً ينبض في كل عرق فينا تصويراً لوفائنا لك...
S_ayyash66@yahoo.com
سليمان عياش
الجيوش العربية بين الوطنية والاستعباد!! 2274