ما حدث يوم الثلاثاء الماضي (21) فبراير 2012م كان ثورة كبرى وعملية تغيير وانتقال للسلطة وإسدال الستار على فترة زمنية طويلة وإعلاناً عن الدخول في مرحلة جديدة.. والحق أن الكلمات والعبارات والمقالات تعجز عن وصف ما حدث وشرح ما حصل، فالحدث التاريخي الهام في حياة اليمنيين ترك للمتابعين والمراقبين في الداخل والخارج قدراً كبيراً وعدداً هائلاً من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي كانت إجاباتها والرد عليها واضحة في ثنايا الحدث وبارزة في الدلالات التي أسفرت عنها الانتخابات من حيث الكم والكيف والعدد والنوع.
صحيح أن أهم وأبرز الدلالات تتمثل بالتأييد الشعبي لعملية التغيير ونقل السلطة، ولكن الصحيح كذلك أن هناك دلالات أخرى لا تقل أهمية وحيوية عن الأولى ، لقد سقط النظام السابق ومعه سقطت العديد من المراهنات والكثير من المؤامرات، فذلكم الزخم الجماهيري والزحف الشعبي والمشاركة الواسعة كان استفتاءً شعبياً وقراراً جماهيرياً بسقوط المشاريع الصغيرة سواء كانت طائفية سلالية أو انفصالية مناطقية أو أهواءً شخصية.
وشخصياً كان الأمر مفاجئاً لي من عدة جوانب، وخاصة فيما يتعلق بالرسائل القوية التي وصلت للحوثيين المتمردين المسلحين، فهؤلاء وأولئك تلقوا لطمة قوية وصفعة مدوية لم يكونوا يحسبوا لها حساباً أو يلقوا إليها بالاً، لقد أعدوا للأمر عدته وحشدوا الإمكانيات الهائلة ورصدوا الأموال الخيالية واستخدموا الآلة الإعلامية، والهدف عرقلة الانتخابات أو على الأقل إضعافها والتقليل من شأنها وحجم المشاركين فيها، وكانت الصدمة كبيرة والخبية عظيمة، والهزيمة شنعاء لقد أوقعهم الله في شر أعمالهم، وسوء تدبيرهم ونيتتهم، والتداعيات ستكون عليهم متوالية والنكسات متتابعة، فقد خرجوا من الإجماع الوطني وأصبحوا أعداءً للشعب اليمني، وأصبح القاصي والداني يضحك عليهم ويتندر على أفعالهم ويسخر من أقوالهم وتصريحاتهم وكذبهم ودجلهم، فبدلاً من أن يعترفوا بالهزيمة ويقفوا أمام الحقيقة أخذوا ينشرون الأكاذيب ويشيعون الأباطيل.. يظهر أحدهم على قناة الجزيرة ويتحدث عن المقاطعة الكبيرة للانتخابات وعن المشاركة الهزيلة فيها، يا له من بائس وأحمق وأرعن، يكذب على الملأ ويقلب الحقائق في أرجاء الفضاء، حقاً إذا لم تستح فاصنع ما شئت، والمشكلة ليست في هؤلاء فإنهم قد سقطوا فيمن سقط واركسوا من حيث لم يشعروا، إنما المشكلة في الذين يدعون هؤلاء إلى الانخراط في العمل السياسي.. يا أخي كيف تدعو مجاميع إجرامية وعصابات دموية وحركة مسلحين ومتمردين إلى المشاركة في العمل السياسي قبل أن يتركوا السلاح ويصبحوا مواطنين لهم ما للآخرين وعليهم ما عليهم؟، كيف تدعوهم قبل أن يحاسبوا على جرائمهم أو على الأقل يعتذرون عنها ويعترفوا بها، اليوم الحوثيون والانفصاليون كشفوا عن صورتهم الحقيقية وأهدافهم الخفية ومشاريعهم التآمرية وارتباطاتهم الخارجية، لقد كانت الانتخابات بالفعل فاضحة لهم ونكبة عليهم، بينما كانت للشعب فرحة وعيداً ومستقبلاً وعهداً جديداً..
لقد تميز الخبيث من الطيب وظهر الوطني من المدعي، وسقطت الأقنعة..
نجح الوفاق الوطني وحاز الرئيس عبدربه منصور هادي على ثقة الشعب اليمني.. وانهزم المشروع الإمامي والحراك الانفصالي والحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.
عبد الفتاح البتول
نجح الوفاق الوطني وسقط المشروع الإمامي والحراك الانفصالي!! 2041