أدلى الناخبون اليمنيون في 21 فبراير بأصواتهم لصالح مرشح التوافق الوطني/ عبد ربه منصور هادي حيث شهدت مراكز الاقتراع في العديد من المحافظات إقبالاً كبيراً من قبل الناخبين والناخبات الذين توافدوا إليها منذ ساعات الصباح الباكر، راسمين في مشاركتهم تلك لوحة ديمقراطية جميلة، تحمل في طياتها معاني ودلالات عديدة.. وبهذا الاستحقاق أصبح هادي هو الرئيس الفعلي والشرعي للبلاد لفترة انتقالية تستمر لعامين، ليكون بذلك ثاني رئيس للجمهورية اليمنية،وأول رئيس من المحافظات الجنوبية..وهادي عُرف بشخصيته الهادئة والمتزنة، وحبه للعمل من خلف الكواليس، وبعيداً عن أعين الناس، حيث ظل نائباً في الظل لسنوات طويلة، إلى أن جاءت ثورة الشباب السلمية ودفعت به إلى الواجهة، خصوصاً بعد حادثة دار النهدين حيث اتجهت الأنظار إليه باعتباره المخول دستورياً بتسلم مهام و صلاحيات رئيس الجمهورية.
كما حظي هادي بتوافق جميع الأطراف السياسية والحزبية في الساحة، وتم الاتفاق على أن يكون مرشح الانتخابات الرئاسية المبكرة، وبالفعل تمت الانتخابات وصار هادي هو رجل المرحلة الراهنة، والذي يعول عليه الكثير من أبناء الشعب في أن ينقل البلاد إلى مرحلة تاريخية متقدمة، وأن يلمس المواطن العادي تغييراً حقيقياً في مختلف مجالات الحياة لاسيما الاقتصادية والاجتماعية.
ختاماً.. لقد أثبت اليمنيون بمشاركتهم الفاعلة بالانتخابات الرئاسية أنهم بحجم المسئولية، وأنهم حريصون كل الحرص على مصلحة وطنهم وعلى أمنه واستقراره، ووحدته وسلامة أراضيه.. فزحفوا أعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع، وقالوا نعم لليمن الواحد، رغم مطالبة البعض بالمقاطعة، إلا أن نسبة المشاركة الكبيرة كشفت عن رغبة شعبية حقيقية في طي صفحات الماضي المظلمة وفتح صفحات أكثر إشراقا وإيجابية، كما كشفت الانتخابات عن الوجوه الحقيقية لمن قاطعوها، فهؤلاء لا يهمهم مصلحة الوطن بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية، وأهدافهم الضيقة الذميمة..
موسى العيزقي
رئيس هادئ لبلد مشتعل ! 1810