بعد زمن طويل من المعاناة التي عاناها الشعب اليمني منذ تحرره من الإمامة والاستعمار مروراً مرحلة التشطير والفرقة ثم الأغلبية المريحة وسيطرة جماعة بسيطة على مقدرات الشبع بل والتغيير على حريته فيما يمسهم كمسؤولين ويقترب من مناصبهم.. إلى أن جاءت رياح التغيير وسقطعت أمطار ا لخير لينتشر الربيع في الدول العربية ذات النظام الجمهوري "بالاسم" ونبتت زهور اليمن الشابة بأروع ألوانها وأجلها لينعش بلادنا الغالي اليمن ودام الموسم فيه ما لم يقارب عشرة أشهر عانى فيه اليمني ما لم يعانيه أيٍ من تلك الشعوب العربية الأخرى التي انتفضت على حكامهم المستبدين ولقد أوذي في كل شيء يتعلق بحياته ومعيشته من "الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات" ولكنه فاجأ العالم بأسره بالصمود المنقطع النظير، كل تلك التضحيات السابقة وتلك المعاناة التي رافقت كل حقبة من الحقبات الماضية اليوم تكلل بانتصار تاريخي للشعب المناضل بيوم فاصل بين الماضي الأليم والمستقبل المتفائل يوم الحادي والعشرون من فبراير هذا اليوم سيودع المستقبل الماضي باطروحه وأحزانه ونقول بملء أفواهنا ولقد قالها الشهيد/ محمد محمود الزبيري:
يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
هذا اليوم كما هو آخر نافذة تغلق من الماضي هو أيضاً أول باب من أبواب الدولة المدنية الحديثة طبعاً نحن لا نتنبئ بالمستقبل ولكن نتفائل بل ونطلب ونريد هذه الدولة الحديثة التي هي حلم اليمنيين منذ انطلاق الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر وثورة تصحيح مسارها الثورة الشبابية الشعبية فبراير 2011م التي انطلقت من أجل الحرية الكاملة بحسب الدستور وإلغاء حكم الفرد أو الأسرة أو الجماعة "الشلة" لأجل حكم الشعب نفسه بنفسه وتوفير الديمقراطية الحقة والمساواة ونبذ المحسوبية والوساطة ليكون الناس سواسية وفرض هيبة الدولة وفرض القانون على الجميع بلا ستثناء فلا يوجد فئة من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثانية أو الثالثة... الخ
وكل ذلك يقع على عاتق الرئيس التوافقي المشير/ عبدربه منصور هادي ويليه في المسؤولية دولة رئيس الوزراء ورسالتي إلى الرئيس التوافقي خاصة يا سيدي الرئيس أن الشعب اليمني سوف يمنحك صوته بكل ثقة ويدعمك بكل ما استطاع، لكنه يطلب منك تحقيق كل آماله وتطلعاته ولقد وضعنا مستقبلنا بين يديك لتفعل بنا ما تحب أن يذكرك التاريخ به وثقتنا بك كبيرة على أن صفحتنا القادمة أفضل وأجمل من الصفحة التي أغلقت واليوم أفضل من أمس والمستقبل أفضل من الماضي.
مدين القحطاني
21 فبراير.. اليوم التاريخي الفاصل 1648