لقد حظيت بنعم عظيمة وجليلة لم يحظ بها الكثير ممن سعى جاهداً للحصول على بعض من تلك النعم مما يتحتم عليك شكر الله والثناء عليه على تلك النعم، فمن نعم الله عليك على سبيل المثال لا الحصر الآتي :
أن جعلك الله سبباً للخروج بالبلاد من أتون حرب أهلية مؤكدة كانت لو لا قدرة الله لأكلت الأخضر واليابس،وأهلكت الحرث والنسل ،لولا أن منطق العقل والحكمة اليمانية غلب منطق الحرب والدمار .
أن وفق الله بك بين الفرقاء السياسيين فكنت رجل التوافق ومحل إجماع كل الأطراف سلطة ومعارضة والتي تؤكد التجارب أنهم لم يتفقوا منذ عقود إلا مرتين الأولى اتفقوا على أن لا يتفقوا والأخرى اتفقوا عليك كمرشح توافقي لجميع.
أن انجاك الله من حادثة دار الرئاسة التي أصيب فيها صالح ومعظم أركان نظامه بما فيهم محافظين ومدراء عموم وحتى جنود, فثبطك الله من الذهاب في ذلك اليوم إلى دار الرئاسة فلم تصبح مشوهاً جسدياً وسياسياً.
صحيح أن المسؤولية الملقاة على عاتقك ثقيلة والمدة قصيرة والتحديات صعبة, والتركة ثقيلة،بعد أن افسد سلفك وقتل وجرح وأوصل البلاد بفعل سياسته الهوجاء إلى حافت الهاوية،فكانت في عهدة الميمون دولة فاشلة بامتياز،ازداد فيها الفقراء- وهم يشكلون النسبة الأكبر والسواد الأعظم في هذا الشعب –ازدادوا فقرا والأغنياء غناء.
ندرك كل تلك التحديات والصعوبات إلا أننا نأمل فيك خيرا،ونحسبك أهلا لهذه المهمة الصعبة ورجل المرحلة تتحدى الصعاب وتصنع المستحيل متى ما صح منك العزم.
وانطلاقاً من قول رسولنا الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم): الدين النصيحة قلنا لمن قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فإليك نصائحي :
أن تنصر المظلوم،وتغيث الملهوف، وتداوي الجراح،وتلم الشمل،وان تعمل مع كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن على طمس أثار المرحلة السابقة.
أن لاتخذل تلك المرأة المسنة ذو 80 عاماً التي التقيتما اثناء عملي في الرقابة على الانتخابات في احد المراكز الانتخابية في محافظة ذمار وهي واقفة في صف طويل من الناخبات تنتظر تحت حر الشمس دورها لتعطيك صوتها، فعندما سألتها عن سبب مجيئها إلى المركز الانتخابي برغم أنها أصبحت عاجزة وضعيفة ونظرها لايتعدى خطوات أقدامها،أجابتني قائلة:عل الله يخرج به البلاد من محنتها ويعود الأمن والاستقرار،وينعم الجميع بخيرات هذا الوطن..فلا تخذلها.
أن تسعى جاهداً إلى حل القضية الجنوبية والقضية التهامية،وقضية صعدة حلاً عادلاً وتعالج الآثار المترتبة عن كل تلك القضايا،وتعيد الحقوق لأصحابها فترضي بذلك الله وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
أن تحقق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية والمتمثلة في بناء دولة مدنية حديثة،يسود فيها العدل والمساواة، ويتساوى فيها الجميع في الحقوق الواجبات،وينعم فيها كل أبناء هذا الوطن بخيراته ومقدراته،وتجتث شجرة الفساد وتحاكم المفسدين،فتوفي بذلك لمئات الشهداء الذين سقطوا في ربوع هذا الوطن في سبيل تحقيق تلك الأهداف النبيلة،وتعيد البسمة إلى شفاه أسرهم وذويهم بعد أن يروا أن الأهداف التي من اجلها سقط أحبتهم بدأت تترجم عملياً في ارض الواقع وأصبحت حقيقة ملموسة.
أملي أن تجد نصائحي التي ترجمتها من احتياجات البسطاء من ابنا هذا الشعب وأنا منهم اذناً سامعة وقلباً واعياً وطريقاً إلى التنفيذ...
سدد الله بالخير خطاك،وهداك لما فيه خير البلاد والعباد، انه على ذلك قدير، وبالإجابة
Waleed52002@gmail.com
وليد الجبر
إلى الرئيس هادي 1718