سطر اليمنيون أروع الملاحم البطولية والتاريخية التي أعادت لهم مجدهم الحافل بكل المكارم.. كيف لا ؟ وهم قد توجهوا يوم الثلاثاء الماضي إلى صناديق الاقتراع أسراباً! إنه شيء مذهلٌ ومذهلٌ للغاية انك عندما كنت تتجه يميناً أو شمالاً وكلّما التَفتّ إلى الأمام أو الخلف تجد مجاميع من الناخبين والناخبات يهرعون فرحين مسرورين مبتسمين تعلو وجوههم قسمات البِشْر والسعادة فتجد نفسك فرحاً بفرحهم بل أشد فرحاً منهم، لأنك أضفت إلى نشوتك وفرحك فرحاً يفوقهم ثم انك تجدهم يبادلونك التحايا والسلام الأمر الذي يجعلك تفكّر ملياً فتستعيد ذكرياتك مع كل المناسبات والاحتفالات الوطنية والأعياد الإسلامية فتجد نفسك مقررة بان حضور اليمنيين ذلك اليوم قد جمع بين فرحتين هما فرحة التخلص من الحاكم المستبد وإزاحته عن النظام نهائيا والى الأبد أما الفرحة الثانية فهي فرحة بناء الدولة المدنية الحديثة وتستطيع أن تطلق عليه (عيد الأعياد) فهنيئا لكم أيها اليمنيين هذه المناسبة العظيمة والعرس الديمقراطي. إن الملائكة تحييكم من علياء السماء فتقول لكم أنْ طبتم وطاب ممشاكم وخُطَاكم إلى صناديق الاقتراع على اختلاف قراكم وبلدانكم وحارآتكم ومدنكم تتجشّمُون عناء السفر ومشقّتهِ كي تمارسون حقوقكم الديمقراطية والسياسية من اجل الحفاظ على بلدكم اليمن الموحد ومن اجل الأمن والاستقرار. إنكم قد قطفتم الثمرة الأولى واستمتعتم بها وتلذذتم بمذاقها لأنها ثمرة جهدكم وعنائكم طيلة عام كامل منذ انطلاقة الشرارة الأولى للثورة الشبابية السلمية في 11/فبراير/2011م فلكل مجتهد نصيب ومن زرع حصد وها انتم اليوم قد حصدتم ثمرة تضحياتكم بانتخاب رئيسٍ توافقي لليمن الجديد وطويتم صفحة سوداء في جبين نظام مشوه إستبدّكُم زمناً طويلا حكَمَ فيه الفرد والأسرة والعائلة. إن يوم 21/فبراير يمثل نقطة تحول في حياتكم دفنتم فيه ماضٍ أسوداً وأسستم لبناء مستقبل مشرق يُعيد لنا ذكرى الحضارة اليمنية القديمة التي ذاع صيتها في أنحاء العالم وتحدثت عنها الكتب السماوية ومنها القرآن الكريم، فبعملكم هذا صنعتم المجد لأمتكم وأعدتم صياغة التاريخ من جديد بنتائج هذه الانتخابات التي تمثل منطلقاً للمستقبل الأفضل والمرحلة التاريخية التي عَبَرَ منها اليمنيون لتحقيق آمالهم المنشودة بإذن الله تعالى.
المحامي/ أحمد محمد نعمان
ثُلاثَاءُ الأوْفِيَاء 1821