كثيراً ما أقول إن السماء رئة ثالثة حين يخنقنا الطين ولكن المار بالشوارع سواء بتعز أو صنعاء يرى أن السماء اختنقت هي الأخرى !.
عمّال النظافة غائبون بسبب عدم صرف مستحقاتهم ويوماً بعد يوم وشوارعنا تتكدّس فيها النفايات في كل مكان ووحدهم القاطنون في هذه الشوارع من يشعرون بحجم المُعاناة والخطر الذي يهدد البيئة ويساعد في انتشار الأوبئة بشكل أسرع مما نتخيله..فالسموم المستنشقة تنقل للدّم مباشرة حيث تؤكد دراسة حديثة قام بها عدد من الباحثين الأميركيين أن عوادم السيارات توقف نمو الرئتين عند الأطفال القاطنين قُرب طرق مزدحمة، ممّا يجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بمشكلات الجهاز التنفسي والقلب.
كما تشير دراسة علمية مصرية نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن استنشاق الهواء الملوث بعوادم السيارات أكثر خُطورة على الصحة من تناول الأغذية الملوثة.
ويقول الدكتور مسعد شتيوي، الباحث في "الفسلجة" بجامعة قناة السويس، إن عوادم السيارات التي يتم استنشاقها مع هواء التنفس تنتقل بنسبة 100 بالمائة إلى دم الإنسان، في حين أن نسبة معيّنة فقط من الملوثات التي نتناولها عن طريق الغذاء تمتص من الأمعاء إلى الدّم.
أما عن الغبار القاتل للحياة والمتحرك كثيراً في صنعاء وليل تعز، فرغم فوائد الكسارات والمحاجر للإنسان، لكن حين تعمل وسط عاصمة مكتظة بالسكان يكون الأمر مختلف تماما.
فالملاحظ أن القاطنين بجوار كسارات داخل العاصمة صنعاء يعانون من ضوضاء وإزعاج تسببها ماكيناتها، إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي وكذلك بتعز..
وإن تحدثنا عن القمامة فالقمامة مصدر الأوبئة خاصة بعد إضراب عمال النظافة عن التنظيف، حيث تعد مخلفات المنازل من القمامة وبقايا قطع البلاستيك والأكياس أحد أهم مصادر التلوث البيئي والمستغرب أيضاً هو نظافة بعض الحواري واتساخ الأخرى مما يدعو الفضول للسؤال لماذا؟.
الإجابة أتت بلسان أحد سكان حارتي والذي قال (لأنها حارة مسئولين ) ولا بد من نظافتها، أما بقية الحواري فتنتظر حنان مكنسة العامل.. ومع ذلك فإننا ليس بالضرورة ان ننتظر أي شخص ينظف حوارينا، لماذا لا نحمل المكنس وننظف أحياءنا بذاتنا.. ألسنا قادرين على ذلك؟.
النظافة مسئولية الجميع وللحد من الموت البطيء، يجب علينا التحرك سريعاً وإنقاذ الحياة من يد التلوث المفترسة...
أحلام المقالح
التلوث..الموت البطيء 1891