لا أدري حقيقة إن كانت هذه الوصايا ستصل إلى الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي أم أنها ستقف عند قراء هذه المنبر الإعلامي المتميز وفي كل الأحوال لن تخلو هذه الوصايا من غرس فكرة ونشر وعي لعموم من يقرأها.
وأول الوصايا: أدعو الرئيس إلى تشكيل لجنة وطنية خاصة به تتميز بالوفاء لأبناء الشعب وتتصف بالرغبة العارمة في تحقيق البناء والتنمية وتعرف بالقدرة والكفاءة ولا يخلو منها العلماء تكون من مهمتها تقديم النصح وإعداد الدراسات عن المشكلات وكيفية إدارتها ووسائل حلها، بحيث يبني الرئيس على رأيهم ويستند إلى مشورتهم وتكون له نعم البطانة ليكون بها نعم الرئيس.
ثاني الوصايا :
فقه الأولويات مهم في هذه المرحلة بالذات ومعرفة أولويات المشكلات وكذلك أولويات الوسائل والحلول لحل تلك المشكلات لان استخدام وسيلة غير مناسبة لحل مشكلة محددة قد يتسبب في إيجاد مشاكل أخرى أو تفاقم المشكلة نفسها,,ومن الأولويات المهمة إلى جانب أولوية المشاريع التنموية هو خفض أسعار السلع الغذائية وتوفير فرص للعمل وغيرها ومن المهم معرفة الفروق بين الأولويات بحسب كل منطقة وما تحتاجه  فنحن في الحديدة مثلا لدينا مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وتوفير حل لهذه المشكلة له انعكاس ايجابي عند الناس في المحافظة لأنها منطقة حارة جدا بينما قد لا يمثل إنطفاء الكهرباء بالنسبة لصنعاء مشكلة كبيرة مقارنة بالحديدة بمعنى أن لكل منطقة خصوصياتها،, أعجبني عنوان نقلته صحيفة أخبار اليوم للرئيس /عبد ربه وهو يقول أن قضية الجنوب ومشاكله (أولوِياتٍ تستدعي إعطائها الأولوية) مما ينم عن استحضار الرئيس لهذا الموضوع المهم.
ثالث الوصايا: عدم السماح باستمرار العبث السياسي بالقرار اليمني من قبل الخارج، فللأسف يا سيادة الرئيس إن كثيراً من رموزنا السياسية مرتبطون بالخارج وارتباطهم هذا في كثير منه مخل بالمصالح اليمنية، فبدلاً من أن تصدر مواقفهم وقراراتهم لصالح الداخل اليمني صارت صادرة لتفيذ الهوى الأجنبي, فحدث ما يسمى بتصادم المصالح أقصد مصلحة الداخل ومصلحة الخارج، نريد منك سيادة الرئيس وقف هذا التصادم، لأن اليمن لم تعد تحتمل ولا بد أن تكون المصالح التي يسعى لأجلها رموزنا ووزراؤنا هي المصالح الشرعية والوطنية وينتج عن تحقيقها الخير للبلاد والعباد،, كما أتخذها فرصة لكي أدعوك لوقف التدخل الخارجي بالشأن اليمني خاصة من قبل بعض السفراء الذين أضافوا إلى مهامهم في اليمن وظيفة الإدلاء بالتصريحات والنصائح بالشؤون الداخلية، بل وصل الحد ببعض السفراء أن يقيم ولاءات داخلية خارج نطاق الدولة.
أيها القراء نستشعر خطر المرحلة وحجمها وما تحتاجه من حنكة سياسية ورغبة حقيقية في الإصلاح وإيجاد حلول للمشكلات، فنطلب من الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وأن يحقق مرادنا وأن يوفقنا لإقامة الحكم الرشيد.
وقبل أن أترككم أحب أن أذيل مقالتي هذه بنقل عبارة مؤثرة تقول (نحتاج إلى قيادة ذات هدف أبعد من استرضاء الجماهير ومن تملق الجماهير).
هدف ثابت نتجه إليه في قوة وفى ثقة وفى يقين حتى ولو انصرفت عنه الجماهير, إن هنالك أمانة في عنق الزعماء في هذا الجيل,وعليهم أن يتركوا نزواتهم ورغباتهم وشهواتهم ويهتموا بنصرة الحق ويضحوا في سبيل مجد الأمة واستعادة العزة,يجب عليهم أن يقتصوا من كل ظالم وأن يستعيدوا حق كل مظلوم,يجب عليهم أن يصنعوا من هذا الشعب قوة.
h_mm1@hotmail.com