;
محمد الغباري
محمد الغباري

21 فبراير.. لنفتح الباب أمام المستقبل 1882

2012-02-21 05:02:15


 اليوم يفتح اليمنيون الباب أمام المستقبل، أمام بناء دولة مدينة حديثة، دولة المواطنة المتساوية، والتي حلم بها من قبلهم آبائهم وأجدادهم، وهم بمشاركتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة وانتخاب عبد ربه منصور هادي يعمدون نهاية فترة حكم استمرت 33 عاماً و خلفت هذا الكم الهائل من الدمار والتشتت ...
 لا يمكن الحديث عن الانتخابات الرئاسية المبكرة في جانبها الشكلي فقط والقول بأنها غير تنافسية وأن نتائجها معروفة سلفاً ولكن الحديث ينبغي أن يتركز على النتائج التي ستترتب على هذه الانتخابات، لأنها نتائج تجعل منها أهم حدث انتخابي في تاريخ اليمن، وأهميتها لا تقتصر على أنها ستحقق أهداف الثورة الشبابية التي ضحى الآلاف من أنبل وأطهر شباب اليمن بأرواحهم في سبيلها ولكنها تشمل أيضاً الفرصة التاريخية لكل اليمنيين بان يناقشوا طبيعة الدولة التي يحلمون بها وضمانات بان لا تتحول مرة أخرى إلى دولة عشائرية ولا تكون هناك مواطنة من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثانية والثالثة ..
 في الانتخابات النموذجية تكون المنافسة بين مرشحين أو أكثر، لكن نتائج تلك الانتخابات لا تؤدي إلى تغيير دستور البلاد وإعادة صياغة شكل الدولة ولا إلى إعادة فرز القوى السياسية أو خلق كيانات سياسية تتمرد على القوى التقليدية في المجتمع وتربط وجودها وقوتها بمدى قربها من قضايا البسطاء، كما هو حاصل اليوم بين المكونات الشبابية التي ترى في الانتخابات الرئاسية مجرد ممر امن لاستعادة الدولة المصادرة ..
 التصويت لصالح عبد ربه منصور هي الخطوة الأولى للدخول في المرحلة الأهم، وهي تأشيرة مغادرة لمرحلة لم يكن باستطاعة أحد يتوقع لها هذه النهاية، والشباب الذين سطروا أروع ملاحم النضال السلمي  أكملوا الجزء الأبرز من لوحة الربيع العربي التي مسك ريشتها الأولى الشباب التونسي يفترض أن يكون طرفا أساسياً في العملية السياسية باعتبارهم صانعوا التغيير ...
 إلى ما قبل الثورة الشبابية واتفاقية التسوية السياسية كان الحديث عن القضية الجنوبية خيانة، والاعتراف بعدالتها وشرعيتها محط سخرية، لكنها اليوم أبرز القضايا الوطنية المطلوب أن تناقش وأن تحل حلاً عادلاً، وهي محط اعتراف كافة المستويات السياسية ابتداء بالرجل الأول في الدولة حتى أصغر شاب في ساحات الحرية، الأمر ذاته فيما يخص الوضع في صعدة وكيفية معالجة آثار الحرب المدمرة، وسبل إعادة إعمار ما دمُر في تلك الحرب في النفوس وفي المساكن والمزارع ...
 ليس بمقدور أي انتخابات شهدتها اليمن من قبل أن تحقق للناس ما يمكن أن يتحقق جراء المشاركة في الانتخابات الرئاسية، ولا يمكن لأحد أن يتوقع النتائج الكارثية على فشل هذه الانتخابات إذا سمح الله، فكلنا عشنا مقدمات الحرب الأهلية ورأينا حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية وفي الاقتصاد، وفي التركيبة السياسية والعسكرية ..
 لم يكن أمام اليمنيين من خيار غير خيار التسوية السياسية السلمية أو المضي نحو الحرب الأهلية وإيجاد كيان صومالي آخر على الضفة الغربية من البحر الأحمر ودخول البلاد في مرحلة من الاقتتال الأهلي الذي سيدمر كل ما بناه اليمنيون منذ قيام ثورتهم في ستينات القرن الماضي، ونعلم جيداً أن أحداً لم يمنع من يزايدون بالحديث عن " الحسم الثوري " من إسقاط النظام بعد انقضاء نحو عام على انطلاق الثورة الشبابية ، وأن التسوية السياسية أتت كمخرج بعد انسداد أفق الحل بخيارات بدية، لأن ذلك الحل سيكلف اليمينيين عشرات الآلاف من الضحايا ويفقدهم الدولة التي يتطلعون لإعادة صياغتها ...

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد