صدقوني جفت الأقلام ورفعت الصحف فمن يقنع من؟ كل الاتجاهات باركت المخرج بانتخاب عبد ربه منصور هادي بمطالب كلنا ـ ربما ـ على اتفاق عليها ثلاث فصائل هي واقفة ضد هذا التوجه الأولى عبّاد صالح ليس حبّا في صالح ولكن للمصالح التي كانت تتحقق من بقاء صالح، الفصيل الثاني وهم الحراك والحراك على أنواع مختلفة منهم السلميون والرافضون لانتخاب هادي فقط بالامتناع عن الترشيح لهادي، غير متعديين على حق الآخرين في الانتخاب وهناك المسلح وهؤلاء يحكموا على أنفسهم بالفناء بانتهاج سلوك العنف والإرهاب مما يميّع قضيتهم العادلة باتفاق كل الداخل وهناك فصيل مع الانتخابات والتمسك بمطالبهم بحل القضية الجنوبية كقضية عادلة وفق الإطار الوطني والحوار وهذا يؤيد الانتخابات.
أما الحوثيون فأمرهم عجيب، ليس لديهم رؤية سياسية للدولة ولم تتبلور لديهم أفكار واضحة حول ما الذي بالضبط يريدونه؟ ولو أن الثورة ومن مع انتخاب هادي كانوا ضد المبادرة وهادي لوجدناهم مع المبادرة وهادي فليس لهم قضية إلا الضد من مكون أو مكونات الثورة، فإن اتجه شرقاً كانوا إلى الغرب وإن كانوا يميناً كانوا يساراً وأصبحوا مفضوحين بسلوكياتهم المجهولة الوجهة والتي تشكل خطراً على الكيان الوطني والروح الوطنية ومنطق العقل ليسوا مشروعاً وطنياً لكنهم ينفذون أجندة مشروع للغير، أبى الله إلا أن يزيدهم انكشافاً وخزياً وعاراً.
اليوم الكثير من الشباب الذين كانوا منخدعين بالحوثيةـ وقد بدأت (الحوثية) ـينفرون من المسمى حوثية إلى أنصار الله بعد أن لقوا انتقاداً بانتسابهم إلى أسرة ـ عند رأى الشباب مواقفهم مما يحدث في سوريا وقتل بشار الأسد لشعبه بتلك الهمجية والإجرام وهم لا يتورعون من المجاهرة بتأييده مما أغضب الشباب من غير اللقاء المشترك من المستقلين فالتحق المعظم منهم بخيار الانتخاب لهادي ومن لم يصوت لا يقف في الوجه كما الحوثية ويرقبون المشهد بحياد وهم ثوار في الساحة.
تطرف الحوثية في موقفها ضد المبادرة والغموض دفع ببعض الشباب من المؤيدين للانتخابات للدوران في ساحة التغيير بشعارات متطرفة ضدهم (لا حوثية لا إرهاب) وهنا لابد من ترشيد مواقف أولئك الشباب حتى لا تكون هذه التصرفات الشبابية المنفردة دافعة للحوثية أن ذلك موقف ودفع من اتجاه سياسي أو المؤيدين للانتخابات فيزدادوا غلواً وتطرفاً.
نحن مع الثورة في سوريا وضد بشار الأسد وإجرامه ولم يكن موقف كل الشباب الثوري في الأقطار العربية الثورية مع أن يرحل بشار والكل يحبذ منه تبني الإصلاحات السياسية لما يرون فيه من رُقي الخطاب والأفكار ـ التي أصبحت جوفاء ـ وأتذكر موقف الدكتور الشيخ/ يوسف القرضاوي الذي دعا بشار بالإصلاح وتوسَّم فيه ذلك، لكنه خيّب ظن كل محبيه ومحبي سوريا والشعب السوري.
أما ما يسمى بثورة البحرين نحن مع المطالب العادلة وأي مسحة مذهبية أو طائفية هذا ما يميع القضايا ولا تلقى الاهتمام والتأييد فالأفقات الإنسانية والواسعة هي من تكسب التأييد من كل إنسان يحمل معاني الإنسانية من أي دين فإن ضاق الأفق إلى زاويا ضيقة لا يؤبه له ولا تلقى الاهتمام والتأييد...
حوصر المتطرفون من الناشطين بالحل الانتخابي ومن كانوا يقودون الحركة الحوثية في الساحات).
من ثقل التثلج الصدري تصعب الكلمات وتكاد تتغورق العين بالدمع فرحاً بما نرى من انكشاف غير طبيعي إنه صناعة إلهية لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم...
هذا ما تراه اليوم من خلال المهرجانات المشتركة للمؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه ليست إلا تجلي وتحقيق للحكمة التي وصفنا بها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم فلا أدري من يرفض مثل هذا المخرج إلى أين يقودنا من مجهول؟ وهل له ذرة انتماء لليمن حين لا يقدم بديلاً أكثر حكمة من ما بين أيدينا؟
التوافق أفضى إلى لحمة عجيبة فلا يكاد يصدق من لم يعش عام الثورة ورأى بأم عينه قرب الانفجار وكل الحسابات الكاذبة الخاطئة توقعت ذلك، فقط لتحقيق وبرهنة نبوة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان يمان والحكمة يمانية.
طاهر حمود
أمام ال 21 من فبراير جفت الأقلام ورفعت الصحف: 1851