الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة الديمقراطية التي تضمن نقل وتداول السلطة سلمياً، بل هي الطريق المعبد بالأمل والمسفلت بالأحلام والمزروع بالورود.. الانتخابات هي وسيلة الشعب ليعبر عن رأيه ويفرض شرعيته..
قد يقول قائل: "ما دام المرشح وحيداً والحل سياسياً توافقياً فلا داعي لإهدار المال والوقت.. لماذا لا يتم تزكيته في مجلس النواب والشورى؟!".. بصراحة أنا كنت أتساءل بنفس السؤال.
لكنني اليوم أجيب على نفسي لماذا الانتخابات؟!، لأننا نريد انتقالاً ديمقراطياً وليس سياسياً، لأننا بانتخابنا الحر والديمقراطي نضع حجر الأساس للمرحلة المقبلة، لأننا بانتخابنا فإنه يطغى العمل الانتخابي على العمل السياسي، ويعلم مرشحنا أو غيره أننا انتخبناه انتخاباً حراً وأعطيناه ثقتنا بملء إرادتنا ولم يرغمنا عليها أحد، ليقوم هو بدوره دون ضغوطات من جهة أ وأخرى أو حزب أو آخر، كون الشعب اليمني هو الذي اختاره وبكل حرية وليس مرغماً ولا بالقوة ولا بالمال، ولكن بالضمير.. لأننا في هذه الانتخابات ولأول مرة نحس أننا سوف نمارس العمل الديمقراطي بحق وليس كما كنا في الماضي.
وإن كان اليوم المرشح وحيداً ولكن أصل الديمقراطية هي حرية الاختيار ولذلك فبإمكان الشخص أن ينتخب أو لا ينتخب، ليس مرغماً على أحدهما وأتمنى أن لا يرغم على ذلك كما في بعض المحافظات مثل صعدة والمحافظات الشرقية والجنوبية، حيث أن هناك إرغاماً واضحاً لعدم ممارسة العمل الانتخابي، وذلك بالتهديد بالقتل في بعض المناطق لمن يقوم بذلك أو إحراق المركز والصناديق الانتخابية وهذا العمل يسيء لهم أولاً وللمواطن الموجود في مناطقهم ثانياً، إذا كنت معارضاً لهذه الانتخابات ورأي غيري يريد الانتخابات، إذا كنت مقتنعاً أنني على صواب فلماذا ألجأ للعنف والصواب سوف يتبع؟!، ولكنني أشعر أنهم يعلمون حق المعرفة أن لا أحد في صفهم وإن كانوا هم قلة بمقابل الآخرين الأغلبية، والإقناع بالحوار والسياسة ليس بالقوة، فأقول لهم إن عهد "لا صوت يعلو فوق صوت الحزب" قد ولى وراح.. واليوم هو يوم الديمقراطية، الحرية، التعبير عن الرأي، بأكمل وجه وبأي طريقة ما دامت سلمية وقانونية.
لذا فالانتخابات الرئاسية المبكرة هي الأساس التي تبنى عليه الدولة المدنية الحديثة وعلى قدر كمية الإقبال، والمواطن اليمني عليه أن يعي ذلك ويسعى كل فرد لإنجاح هذه العملية، صوناً لصوتك "نعم أو لا" المهم أن تقبل على صناديق الاقتراع إذا كنت ممن يتمنى يمناً ديمقراطياً، يمناً مزدهراً ومتطوراً، مثله مثل تركيا وماليزيا اللتين لم تتطورا إلا بعد ممارسة حقيقية وديمقراطية للانتخابات.
هذا دور كل مواطن يحب أن يرى أحلامه في وطنه ووطنه في أحلامه السعيدة.. وعاش اليمن حراً مزدهراً متطوراً شامخاً بين الأمم.