إلى الأخ الأكبر والخادم المخلص لليمنيين المُشيـر/ عبدالرحمن منصور هادي المحترم تحية إجلال وتقدير وبعد:
أحببت أن أبعث إليكم بهذه الرسالة كمواطن يمني حريص على أن تكون مرحلتكم التاريخية السياسية القادمة في سدّة الحكم من أنصع المراحل التاريخية التي ستمر على إخوانكم اليمنيين المتطلعين إلى آفاق مستقبل رحب، أقول من أنصع المراحل لأن الشعب اليمني اليوم غير الأمس فقد مرّ بتجربة ثورية... جعلته يدرك بالضبط طبيعة مرحلته التاريخية وحدود قدرته وحجم إمكانياته، وفوق هذا وذاك التغيير النفسي الطامح للإعمار، فهذه معطيات أُمه مُهيأة أن يؤسّس عليها كيان حضاري، نعم ستكون مرحلتك التاريخية من أنصع المراحل التاريخية إذا أدركت ما تعنيه هذه المتغيرات وبنيت عليها مشروعك السياسي ولكن بعد الإجابة على سؤال سأفترض أنك أنت وجهته لليمنيين مفادُه ماذا يريد إخواني اليمنيين أن أُحقّقه لهم ؟ وهذا السؤال سأفترض أنّه موجه أيضاً للتاريخ وللثقافة اليمنية؛ وباستقراء المعطيات الاجتماعية والطموح الفردي على المستوى الاجتماعي استبان أن اليمنيين يريدون من الرئيس عبدالرحمن أن يضع مشروعاً سياسياً مؤسّساً على معطيات اجتماعية يستهدف إخراجهم من حالة التخلف الحضاري والشروع بوضع أقدامهم في الدورة الحضارية للقرن الواحد والعشرين وباستقراء التاريخ استبان أن غاية التاريخ هي الوصول باليمنيين إلى شكل راقٍ من أشكال الحياة، أيّ إلى مستوى حضارة وأنّهم حضاريون بالضرورة التاريخية وأن خروجهم الطارئ من الحضارة يُشكّل خطراً عليهم وعلى الحيـاة وأن اليمن لا تستقر اجتماعياً إلا باستقرارها حضارياً، وباستقراء الثقافة استبان أن إعمار الأرض والارتقاء بالإنسان مُكوّن ثقافي أصيل بل هو واجب ديني عند اليمنيين، باختصار الأمة والتاريخ والثقافة تطمح من الرئيس عبدالرحمن أن يدرك أن مشروعه السياسي القادم لا ينبغي أن يخرج عن مشروع حضارة وأن يتفهّم أن السبب الوحيد لفشل السلطة السابقة هو أن مشروعها السياسي لم يقُم على مشروع حضارة ولم يُؤسّس على كيان اجتماعي طامح للحضارة فأوصل نفسه والشعب اليمني إلى حافة الانهيار الاجتماعي والسياسي والأخلاقي، فقامت الثورة ضدّ المرحلة التاريخية التي أنتجت هذا النظام وضدّ الثقافة التي أنتجت هذه المرحلة..
إن الشعب اليمني اليوم مؤسسة اجتماعية مُهيأة للمشروع الحضاري وإذا لم يكُن المشروع السياسي القادم مُدرك لهذه الحقيقة فلن يعيش طويلاً وسيكون مصيره الفشل..
وأخيراً أقول للرئيس عبدالرحمن الشعب اليمني سيكون معك ولن ينساك فقط ليكُن مشروعك السياسي قادر على وضع الّلمسات الأولى لإعادة اليمن إلى مكانها الطبيعي في التاريخ إلى الحضارة...هذا ما يُريـدهُ إخوانك اليمنيون منـك ومن مرحلتـك التاريخيـة القادمة, علماً أنهـم سيكونون معـك بطاقتهم الحيوية وبأفكارهم خطوةً بخطوة، إذا شعروا أنك الأخ الأكبـر لهـم اجتماعياً والخادم المُخلص سياسياً والمُلبّي لطموحاتهـم حضارياً..
د/ عبدالله الحاضري
بين يدي المشير عبدالرحمن هادي 1859