أثار الفيتو الروسي والصيني غضب العالم، وأعلن العاهل السعودي الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز – مشكوراً- أن ثقة العالم اهتزت بعد الفيتو الروسي الصيني ضد مشروع قرار بشأن سورية, واصفاً الخطوة التي اتخذتها موسكو وبكين في مجلس الأمن الدولي بأنها بادرة غير "محمودة".
أما بالنسبة لي فلا يعني لي هذا الفيتو شيئاً، في أي قضية، فالمجلس برمته صورة من صور الظلم البشعة، ولا أعول عليه، فالناصر والمغيث هو الله, وحده القادر على الانتقام من كل ظالم وأخذه أخذ عزيز مقتدر.
ومنذ متى ومجلس الأمن يحل القضايا وينصر المظاليم؟!، منذ متى ومجلس الخوف هذا يقدم للبشرية أي خير، فقد كنا ولا زلنا نعاني من هذا الفيتو اللعين، فلماذا عجبنا من هذا الفيتو, "وكأن إحنا مش آلفين وإحنا شابعين فيتو".. أورنا في مجلس الخوف كلها فيتو في فيتو، إذا وافق الفيتو الأميركي, عارضه الفيتو البريطاني وإذا اتفق هذا وذاك رفضت فرنسا والصين وإذا نجونا من هؤلاء الأربع تطلع لنا روسيا بالطريق.
الثورة اليتيمة:
ما يحدث في سوريا مأساة يندى لها جبين الإنسانية, والصور التي نراها تفوق صور وجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين, وتشبه إلى حد كبير الصور التي رأيناها في البوسنة والهرسك، اجتياح للمدن, تدمير للمنازل, قتل وتشريد واختطاف واغتصاب, أشلاء ودماء.. كل هذا يحدث أمام سمع وبصر العالم.. أي ربيع عربي هذا والدول العربية التي تزعم أنها تحررت, وهي مازالت تخضع لفتوى مجلس الخوف ولم تتحرر من النظام العالمي المستبد ولازالت تنتظر الموافقة من هذا وذاك، لم يأت الربيع بعد أيها العرب لازلنا أسرى ومستعبدين، لماذا ثاروا ضد القذافي وسخروا أسلحتهم وقوتهم ورجالهم وتركوا بشار.. أتصدقون أن الفيتو الروصيني منعهم, وهل تصدقون أن أميركا التي تفعل في الأرض ما تشاء منعها هذا الفيتو صدقوني "القضية فيها شيء غامض" والمشتكى إلى الله وحده.
أشوف أمور استعجب:
هذا جزء من ديباجة الأمم المتحدة (الميثاق) اتركه لكم لتقرأوه وتضحكوا عليه " فشر البلية ما يضحك":
"نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد، وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.. وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معيّنة ورسم الخطط اللازمة لها، ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة، وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها".
ومجلس الأمن هذا وميثاق الأمم المتحدة أكبر كذبة عرفها التاريخ الإنساني, وأبشع صورة من صور الظلم، فكيف يحق لدولة واحدة من الدول دائمة العضوية أن توقف أي قرار لا يوافق هواها, وإن أجمع العالم بغربه وشرقه على الموافقة عليه؟!.." لا أدري على من يضحكوا, أكيد يضحكوا علينا, لأننا أكثر من بكينا من هذا الميثاق الذي لم نجد منه الخير قط".
ودائماً وأبداً تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو باستمرار لحماية الحكومة الإسرائيلية، من الانتقادات الدولية أو من محاولات الحد من أعمال الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكان أهم فيتو هو الذي استخدم في ديسمبر ضد موظفي الأمم المتحدة نفسها وهى مفارقة لم يتخيلها أحد 2002، ضد مشروع قرار ينتقد القوات الإسرائيلية لقتلها عدد من موظفي الأمم المتحدة وتدمير مخزن تابع لبرنامج الغذاء العالمي.
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
تاريخ الفيتو المخجل 2473