ينفرط العقد على الحكام ويستحيل العجين على العجان وتتكالب الشعوب ناشدة التغيير ويتفنن الثوار في المقاومة، فيتفنن الحكام في القتل والتنكيل وكلما ازداد الطاغي ظلماً وجوراً ازدادت الشعوب إصراراً وصبراً.. وهاهو المشهد السياسي يتكرر من صنعاء إلى دمشق والسيناريوهات الرخيصة صنوان عند النظامين لأن العنجهية واحدة (ما أريكم إلا ما أرى)، ففي الوقت الذي كنا نسمع فيه فزاعة الإرهاب فقد طارت هذه الأكذوبة إلى الشام وكذلك عندما كان صالح يعزف على وتر التفرقة والتمزق للوطن، فهاهو الأسد يرقص شعبه على أغنيات الطائفية والمذهبية.
وعندما استخدم الأمن القومي اليمني بلاطجته لضرب شباب الساحات خرجت شبيحة البعث في سوريا, وما يندى له الجبين ما أقدم عليه النظامان من استقدام لقوى خارجية وفرق الموت التي تأتي من وراء الحدود ففي الوقت الذي فيه المرتزقة من الطيارين السوريين الذين جاء بهم صالح لقصف القرى في اليمن سمعنا عن الحرس الثوري الإيراني يعيثون فساداً في سوريا والغريب أيضاً أن ترى تكراراً لمشهد في الموقف الدولي تجاه الثورتين، فيوم أن كان الدب الروسي والصلف الصيني يقف حجرة عثرة في التقدم في المسرح اليمني نجد أن النفعية ذاتها حالت دون صدور قرار من مجلس الأمن ضد النظام السوري.
وهاهي الأيام كشفت عن تلك المسرحيات الهزلية وهاهو الزمان كشر عن أنيابه ليمزق تلك الوجوه المهترئة من الأنظمة العائلية وأن عصى القدرة الإلهية بيد الشعوب تلقف ما يأفكون من زور وبهتان.
وأستغرب كيف لا يعي طاغية الشام ما حل بغشوم اليمن وإنني أعلم في قرارة نفسي أن النفس المستبدة من هؤلاء المستكبرين لن تؤمن أبداً أن للشعب قضية ولو نطقت الأفواه المتعفنة وقالت (بسم الله رب الغلام) فإن الطغيان هذا ديدنه قال تعالى (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى).
وهانحن نرى آلة القمع النصيرية توغل بالتنكيل للعزل وتفعل ما لم يفعله هولاكو ببغداد، ففي اليوم الواحد القتلى بالعشرات واقتحام للقرى، فلم يرحموا الطواغيت شيخاً ولا أماً ولا دمع سجين وليعلم بشار أن الله الذي أوقد لهيب هذه الثورات فهو الذي يصطفي شهدائها وهو من يسيرها ونقول للعالم أجمع دعوها فإنها مأمورة وسيؤذن الله لها بالخلاص.
أمين الحاشدي
آلة القمع من صنعاء إلى دمشق 1656