لن أدعي أني أعرف السياسة وأدخل في التحليل السياسي، لأني لا أعرف السياسة ولا أحبها ولا أفهم مصطلحاتها وأبعادها وعندما أكتب، فلأني أحب الوطن كمواطن ينتمي إليه ويحرص عليه ويتمنى أن يراه أجمل وأفضل الأوطان أمناً واستقراراً وتطوراً وتقدماً.. لا يشرفني ولا يفرحني ما وصل حال وطني إليه من تدهور وتأخر في كل مجال.. ولا يعجبني أن أرى الفاسدين يعيثون فيه فساداً.. ويتلاعبون بمقدراته خدمة لمصالحهم، ولا أتمنى أن يزيد الحال سوءً خصوصاً عندما أرى تجار الحروب يشحذون سكاكينهم كي توغل ذبحاً في وطني الذي أثخنته الجراح ولا يتوقف دمه عن النزف، خصوصاً مع وجود فصائل شذت فكراً وسلوكاً وعقيدة عما هو عليه حال غالبية أبناء الوطن.. ويتربصون بالوطن الدوائر وينتظرون أن يزيد الخلل ويتسع الخرق وتزيد الشقة، فيزيد توسعهم وسيطرتهم على المناطق التي يتواجدون فيها.. وكلما زادت الخلافات والصراعات داخل الطيف السياسي زادوا توسعاً وانتشاراً.. هؤلاء هم الذين يشكلون الخطر الداهم على الوطن وهم صنيعة السياسة الفاسدة التي أراد واضعوها بغباء استخدامهم كأوراق يتم التلاعب بها لتهديد الداخل والخارج.. وحتى يضمن ساسة الفساد بقائهم على رقاب العباد أطول مدة وزمن.. بينما لم يعودوا أوراقاً كما أراد الفاسدون بل أصبحوا لاعبين يشكلون تهديداً غاية في الخطورة على الوطن ووحدته وأمنه وعقيدته.
وليست أبين وما يحدث فيها ولا صعدة العمائم السوداء عنا ببعيد.. فهل يعي الجميع خطورة المرحلة ويوحدون الجهود وينطلقون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رجل التوافق والاتفاق والبعد عن المزايدات التي لا يمكن أن تؤدي بالوطن إلا إلى الوبال؟.. وعندما نقول ذلك فللمصلحة الوطنية ليس إلا.. أما قناعتي بالانتخاب فإنها تقوم على فلسفة سطحية كوني لا أفهم السياسة، فلن أقول إن شخصية الرجل وطيبته جعلته يحظى باحترام العالم دولاً ومنظمات وهيئات ومعها متناقضات الداخل معارضة وسلطة وأحزاب وشرائح كثيرة تجمع كلها على أن الرجل هو رجل المرحلة، ولأن قناعتي بالاقتراع بسيطة تقوم على أساس تقييمي البسيط ومفهومي السطحي البعيد عن السياسة التي لا أفهمها ولأنه تكونت لدي عقدة من الألوان التي امتزجت بالسياسة فعكرت صفو حياتنا وارتبطت الألوان بالفساد وبالحروب وبالمؤامرات في ذهني.. سأنتخب المرشح لأن اسمه لا ينتهي بلون، فلو كان عبده ربه هادي الأخضر أو الأحمر أو الأبيض فلن أنتخبه ..لا تلوموني، فقد أصبحت أعيش في مشكلة مع الألوان عندما تختلط بالسياسة وأرى أن الوطن يحتاج إلى رئيس لا ينتهي لقبه بلون.. حتى لا يصبح الوطن ومقدراته وإمكانياته دائراً في فلك اللون وتسخر تلك الإمكانيات لخدمته دون سواه، قد أكون محقاً فيما أقول وقد أكون مخطئاً ولكن هذه قناعتي.
الوطن يحتاج إلى قادة ومسؤولين بحجم الوطن لا بحجم العائلة أو القبيلة أو المنطقة وهذه هي البداية.. فلا تتركوا دعاة المناطقية والطائفية والفئوية يعطلون برنامج إجماع دولي وإقليمي رأوا أن من مصلحتهم ومصلحة الوطن أن يبتعد اليمن عن الحرب الأهلية التي يدعو إليها شذاذ الآفاق والمتلاعبون بالدماء والمتآمرون على الوطن.. سأنتخب لأني لا أريد أن يتكرر في وطني سيناريو ليبيا ولا سيناريو سوريا ولا سيناريو الصومال الأقرب جغرافياً لوطني.. ولتظل الثورة والثوار الضامن للتغيير الإيجابي وبداية مرحلة تنتهي عندها مرحلة الفساد وبداية محاسبة الفاسدين وهيكلة أجهزة الجيش والأمن على أساس وطني والوطن فوق وأغلى من الجميع أفراداً وأحزاباً وقبائل وحفظ الله الوطن.
علي الربيعي
سأنتخب عبدربه هادي رئيساً.. لماذا؟! 1887