يشهد التيار السلفي في اليمن حراكاً داخلياً سواء على مستوى قمة التيار أو قاعدته يعمل هذا الحراك على دفع التيار للمشاركة السياسية بعد اقتصاره في الفترة الماضية على الأعمال الدعوية والخيرية..تأتي هذه النقلة ضمن حراك تغييري في البلاد العربية على مستوى الأنظمة والشعوب والجماعات والمؤسسات والتنظيمات حتى على مستوى الأفكار، فنحن نشهد مغادرة أفكار أريد لها أن تبقى مسيطرة على عقل المواطن العربي خلال الحكم الجبري وأفكار ومبادئ جديدة قد حلت في وطننا العربي تم استدعاؤها واستقبالها بإرادة شعبية خالصة والحق أن هذه الأفكار من رقابة الحاكم ومحاسبته واعتماد مبدأ الشورى والحفاظ على سيادة البلد والتمكين لسلطة القضاء ليست جديدة على شعوبنا، لكنها طردة وحربة من قبل الحاكم العربي الظالم وزبانيته..
إذا فنحن نشهد حراكاً تغييرياً متسارعاً في عموم المنطقة، والسلفيون هم جزء من سكان المنطقة ولهم شعبية عريضة وتواجد كبير ولا ينكر وجودهم إلا أعمى أو أصم وقد شاركوا في الثورة الشعبية ضد نظام علي صالح عبر رابطة النهضة والتغيير السلفية وهم الآن يعدون أنفسهم كما يعد الآخرون في اليمن للمرحلة القادمة، لكن هناك خصوصية يتسم بها السلفيون عن غيرهم: والتي منها الحاضنة الشعبية العريضة لهم وهي عامل قوة إن أحسنوا توجيهها واستخدامها وكذلك كونهم من أكثر التيارات التزاماً من الناحية الدينية وتبنياً وتحمساً للقضايا الإسلامية وهذا عامل مفصلي ومهم في التيار السلفي ومكون منهجي للحركة السلفية ومن أهم الخصائص الإضافية هو طبيعة المنهج الذي يحملونه وسرعة قبوله وانتشاره بين الناس وهناك مميزات أخرى كوفرة الإتباع ومساحة الانتشار وامتلاكهم لمنشاءات ومباني ومراكز علمية ودعوية وخيرية في طول البلاد وعرضها المعنى أنهم يمتلكون طاقات وقدرات يستطيعون من خلالها الانطلاق في المرحلة القادمة بقوة وفاعليه لا بأس بها خاصة إذا استطاعوا تجاوز عدد من العقبات التي قد تحول بينهم وبين المشاركة السياسية (المؤثرة).
ومن الوصايا الجيدة للعمل على تخطي تلك العقبات: تجاوز الخلافات الداخلية ورفد التيار بمتخصصين في الإعلام والإدارة والسياسة والاقتصاد وبقية العلوم الحياتية وفتح قنوات تواصل مع المكونات الحزبية القائمة والعمل على إيجاد خطاب سلفي سياسي يعبر عن المنهج السلفي بوضوح وواقعية والتركيز على إيجاد منابر إعلامية قوية ومؤثرة كفتح القنوات والصحف والمواقع ومن أهم الوصايا تفعيل العمل الجماهيري والشعبي كوسيلة فاعلة من وسائل العمل الحزبي ..
هناك معركة قائمة على أشدها في الساحة السياسية اليمنية لا يمكن أن يسمح التيار السلفي في اليمن لنفسه بعدم المشاركة فيها، لا يمكن أن نقبل نحن الشباب السلفي بترك العمل السياسي أو أن نغيب عن المشاركة في رسم مصير اليمن في هذه المرحلة بالذات وإن كان التيار السلفي غاب عن العمل السياسي في المرحلة السابقة لأن الأجواء كانت غير صحية فالآن لا يوجد مبرر لغيابهم أو تأخرهم، لابد أن يصنف السلفيون في اليمن، بجوار إخوانهم من الإسلاميين خاصة في هذه المرحلة, هناك عدة أخطار حقيقية تهدد اليمن تتطلب منا أن ندعم دخول التيار السلفي في العملية السياسية، كونه جهة مؤثرة وحاضرة، لا يمكن إغفالها أو عدم الاستفادة منها من تلك الأخطار الخطر الحوثي القائم بأعمال إيران بالوكالة وهناك خطر الانفصال وهناك خطر علمنة القوانيين..
أيها السلفيون، اليوم يومكم والوقت وقتكم عرفناكم مخلصين وشرفاء، فلا تتوانوا وعلى الله توكلوا ولعلي أستأنس بقول الدكتور/ أحمد الصويان " أحياناً أتمنى أن آخذ بتلابيب بعض ذوي الطاقات الكبيرة التي لم تستثمر بدرجة كافية، ثم أهزه .. وأهزه .. قائلاً له كفى عجزاً وسلبية، فأمتك أحوج ما تكون إلى طاقتك وخبرتك ! "
قال تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم )
h_mm1@hotmail.com
حمير مثنى الحوري
السلفيون والإعداد السياسي !!! 2331