دائماً الحكام العرب(الديكتاتوريون) بارعون في قمع شعوبهم, من يرى حمام الدم الذي يرتكبه الجيش العائلي بمعية المرتزقة من يعرفون بـ(الشبيحة) في سوريا, من يراهم يتبادر لذهنه أن حرباً ضروساً أُشعل فتيلها بين بلدين جارين على المناطق الحدودية، ما يحدث في سوريا بعيد عن ذلك كل البعد.
ذلك الكم الهائل من الذخائر والمتفجرات لا تطلق –بكل تأكيد- على الجارة "عدوة الإنسانية" ومغتصبة الأوطان العربية بما فيها "الجولان" السورية، تلك الأسلحة تطلق عبثاً على المدن السورية الثائرة يعني "نيران صديقة"..هل أتاك حديث حمص؟! مدينة (خالد بن الوليد) تستباح بالقصف اليومي بلا هوادة في كل مدنها, والحصيلة مئات الشهداء وآلاف الجرحى يعيدون زمن( الوليد) في الخالدية, الرستن, بابا عمرو, ودير بعلبة وكذلك في الزبداني بريف دمشق.. وكل سوريا الحرة.. حمص تنزف فهل من مغيث؟!
مات الضمير العالمي وماتت معه الإنسانية!.. مواقف عربية "حذرة" لا يؤبه لها من قبل نظام يراهن على الطائفية والدمار في البقاء المستحيل على سدة الحكم, وفي الجانب الآخر يخشى الثوار ومعهم الجامعة العربية من التدخل الأجنبي وما سيخلفه من دمار للبنية التحتية وكذلك كون الموضوع حساساً بسبب حدود البلد مع " الآلة الصهيونية".. إلا أن الرئيس( الزرافة) لا يكترث بكل ذلك، فهمه الأول والأخير الإبقاء على "حق أبيه"!
وصل الضمير العالمي إلى حالة موت سريري إن لم يكن مات أصلاً! للأسف الشديد مات قبل موت الإنسانية في قلوب الحكام العرب و "عساكرهم"!. أقطاب الحكم العالمي يتصارعون على (القطبية) في أوطاننا ببساطة ليحكمونا! فيما يدفع البسطاء تلك الضرائب- فالغرب يقف مع الشعوب الثائرة على استحياء وذلك للإبقاء على إدعاءاتهم الزائفة بأنهم "رعاة الحرية".. فيما بالمقابل الدكتاتوريات الشيوعية تقف (عيني عينك) إلى جانب المستبدين الطغاة بل ويدعمونهم في كبح جماح شعوبهم التواقة للحرية, وذلك فقط لأجل "توازن القطبية" كما يزعمون!
يرى (الدب) الروسي وكذلك "التنين" الصيني أن "الشرق الأوسط" منفتح للغرب, ولم يتبقى لهم سوى سوريا وكذلك إيران في المنطقة, لذا نراهم يستخدمون (الفيتو) اللعين في مجلس الأمن الدولي ليقطعوا الخلاف أمام أي قرار دولي من شأنه الوقوف إلى جانب تطلعات الشعوب الثائرة الباحثة عن الحرية!
القرار "الرديء" المعدل الذي أجمع عليه في مجلس الأمن للتصويت بما يتعلق في الشأن السوري والذي من شأنه إيقاف حمام الدم, أعاقت روسيا والصين ذلك القرار "الهش" لتستمر معاناة الشعب السوري!!
وندعو جميع الساحات هنا في أرض السعيدة وفي كل البلدان العربية والحرة إلى "إشعال" المظاهرات المنددة بتلك المجازر التي لا تمت للإنسانية بصلة.. لنجعل الأيام القادمة أيام"غضب" لأجل الشعب السوري الحر، لن يكون هذا النصر إلا بالتحام الشعب السوري"الوحدة الداخلية" وتكاتفهم أقصد بذلك "العاصمة, وحلب وكذلك المنطقة الشمالية الكردية" مع المدن الأخرى السباقة للثورة ولن تحتاج سوريا لأي تدخل أجنبي, علماً بأن 50% من الأراضي السورية لم تعد في سيطرة النظام "العلوي"!! حسب قائد الجيش الحر.
قصفٌ عنيفٌ نشاهده كل يوم على معظم المدن, بناياتٌ تتهاوى على قاطنيها- دماءٌ وأشلاء طاهرة تسيل في الشوارع تستغيث عالماً صامتاً!! يا للعار!! حمص, التي يستنقصها النظام منذ سنوات, طالها الحظ الأوفر من الدمار, أبناؤها العظام يتصدرون قوافل الشهداء ولسان حالهم يقول:-
اخلع نعالَك تشريفـــــــاَ و تنزيــــــــــــــها .…. واخفض جناحك لا فخراَ و لا تيها
و احني جبينَك إجلالاَ و تكرمـــــــــةً .…. و ادخــــــل إليها فما أدراك ما فيـــــها
هذي حمص و كلّ الكـــــــــــــون يعرفها ..…. شابَ الزمان و ما شابت نواصيها
هذي حمص و فوق الأرض قد خُلِقتْ .….. سيف خـــــــــــالدٍ يزهو في أعاليها
هذي حمص و في الأهوال قد عبرتْ .…... تمشي الهُوينى و عين اللهِ تحميها
متولي محمود
هذه حمص.. يا (زرااافة)!! 2050