هذا السؤال يطرح الآن بقوة بسبب الكثير من الاستفسارات التي تطرح من كافة شرائح وفئات الشعب وهنا سنحاول مناقشة هذه التساؤلات.
يطرح سؤال من قبل الثوار. كيف ننتخب عبد ربه منصور وهو جزء من النظام الذي خرجنا لإسقاطه, فلماذا ننتخب؟.
وهنا علينا أن نوضح أن عبد ربه منصور لم يكن ولن يكون جزءاً من نظام صالح، لأن هذا النظام لم يمنح عبد ربه منصور سوى الألقاب (نائب الرئيس الأمين العام) ولم يملك أي صلاحيات في أي يوم من الأيام لاتحاذ قرار أو حتى لإبداء رأيه إعلامياً طوال فترة توليه هذه المناصب ولن يكون جزءاً من نظام صالح، لأنه عندما تم منحه جزءاً من الصلاحيات خلال فترة 3 أشهر الانتقالية اتخذ عدة مواقف شجاعة منها (على سبيل المثال لا الحصر) إقالة الشاطر من التوجيه المعنوي، كما طلب من رعاة ما يسمى المبادرة وقف تدخل صالح ونظامه في الصلاحيات التي منحت له وهو ما أدى إلى ترحيل صالح.
والأهم من ذلك أننا مازلنا في الساحات ولن نعود حتى تتحقق أهداف الثورة التي خرجنا منذ أكثر من عام لتحقيقها ومن أهمها بناء الدولة المدنية الحديثة, ويجب أن نرى ملامح هذه الدولة قبل أن نعود لمنازلنا.
يجب أن ننتخب ليس من أجل عبد ربه ولكن لننهي صالح ونرفض نظامه ونطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الوطــــن، وأن نبدأ صفحة جديدة نبدأها بسلام بدون سلاح بورقة وقلم نكتب، نؤشر فيها "نحبك يا يمن" لنرسم معاً ملامح الوطن الذي نحلم به والذي خرجنا من أجله ودفع مئات الشهداء أرواحهم ثمناً له.
كما أن علينا المشاركة، لأن نظام صالح يدفع باتجاه إفشال الانتخابات ليعود صالح كما رحل رئيساً بسبب عدم وجود البديل له وهو ما قرره الشعب بعدم المشاركة وما سيعم من فوضى نتيجة ذلك.
علينا أن نصوت لرحيل صالح من حياتنا ثم نضغط على عبد ربه ليستجيب لكافة مطالبنا وبطرقنا السلمية.
وهنا أود أن أضع استفسار على إخواني الثوار:
•   هل لدينا بديل لإنهاء نظام صالح غير الانتخابات؟
أقر معكم أن من أدار الثورة خلال الفترة الماضية أضاع العديد من الفرص الذهبية لإسقاط النظام ولكن هل سنضيع نحن الثوار هذه الفرصة الآن والتي سُنحت دون إراقة دماء جديدة؟.
أنا لست مع المبادرة وكل من يعرفني يؤكد ذلك ولكن أنا بالتأكيد مع الانتخابات بهدف إنهاء صالح من حياة اليمن واليمنيين.
إن صالح ونظامه يحاولون إثارة الفوضى في البلاد واللعب على أوتار القضايا التي تسبب صالح نفسه فيها (مثل القضية الجنوبية, قضية صعدة), في كافة المحافظات بهدف نشر الفوضى وإفشال الانتخابات، لأن عدم إنجاح الانتخابات سيدخل الوطن في نفق لا تعرف فيه ملامح وسيعود صالح تحت طلب بلاطجته بإنقاذ الوطن.
علينا أن ننتخب لإثبات رفضنا لنظام صالح، ولكن يجب أن علينا أيضاً أن نفتح أعيننا جيداً ونراقب ولا نسمح لأحد أن يخرج أو يلتف على أهداف الثورة، وسيكون هذا هو النجاح للثورة، فانتصار الثورة والاعتراف بها هو تحقيق أهدافها وليس شعاراً أو تصريحاً و أكبر دليل ثورة 26 سبتمبر والتي نقلتنا من أمام إلى أسوء إمام بتاريخ اليمن بالرغم من اعتراف الجميع بانتصارها ولكن وبصدق لنسأل أنفسنا هل انتصرت؟.
يجب علينا أن ننتخب بدون التفريط بنقاط قوتنا وهي تواجدنا في الساحات، علينا أن نرسم نحن ملامح الوطن الذي نحلم بالعيش فيه ونبدأ هذا الرسم من خلال الانتخابات القادمة.
Aden112012@gmail.com