اليمن اليوم على بوابة قدم جديد، على مقربة من انتخاب عبدربه هادي منصور رئيساً للجمهورية، أمر تدركه الأبصار، اليوم نحن على مفترق طرق حيث العبد لربه تعالى يفتتح زمناً طالعاً من حلم كل اليمانيين، ويتوج عصراً آخر لا مجال فيه للتمصلح والتسلط لفرد أو جماعة، إنما الشعب مصدر السلطات، .وهنا علينا القول لرئيسنا القادم :،حذار من أولئك المزايدين المتزلفين المنافقين أصحاب الابتسامات العريضة، من لا يعرفون غير هز رؤوسهم تعبيراً عن إعجابهم ودهشتهم لكل ما يأتي منك، مثل هؤلاء هم الذين يخلقون أنصاف آلهة، وهم من يأتون بالغرور والكبر ويتقنون التعامل معه لما يرتضونه لأنفسهم من تعبد وخنوع وتذلل مقابل مصالح ذاتية، هؤلاء هم الذين يجب مواراة مرحلتهم نهائياً، حين لا تصغي لترهاتهم وأحابيل كذبهم التي تخلق تناقضات يقدرون على التكسب منها.
ويا رئيسنا القادم :إننا بقدر ثقتنا بدقة فهمك واقتدارك في العبور باليمن إلى شط الأمان وبقدر إيماننا بتحملك المسؤولية بجدارة وروح متوثبة صوب مستقبل باهر ومشرق .بذات القدر نخشى عليك من دوائر السوء التي تصمم لكل مرحلة احتفائية خاصة وتجيد البقاء في اللون الرمادي لون كل المراحل .وهؤلاء هم من أصاب الوطن في مقتل، وما زلنا نعيش بؤس تزلفهم ونفاقهم وخلقهم تناقضات هي التي تدر عليهم مداخيل .ويا رئيسنا :الليل مازال حالكاً، وثمة نجم يطل يهدي الساري على طريق قويم .هذه الطريق التي تبدأ بصدق الوعد والعهد وحسن النوايا والعمل على أن يكون الجميع مواطنة متساوية، وشراكة من أجل البناء بعيداً عن القوى الانتهازية فهذه قد حرقت كل أوراقها .ولأنك يا عبدربه، عبدربه دون سواه، فإن سيادية الوطن، تكمن في إصرارك على تخطي الصعب وتجاوزه بصدر رحب وإيمان عميق بأن البقاء للنقاء والإخلاص بضمير وطني، وهنا نقول للآثمين :الشعب مع القادم الجديد، مع التطلع إلى الأمام، مع الحرية. فالقادم لم يعد قابلاً لأن يتكيء عليه الفرد من خلال علاقته أو قرابته، وإنما المحك الجدارة والكفاءة والنزاهة . ويا رئيسنا القريب جدا :الذي توافقت عليه كافة القوى الوطنية التي تراهن على اقتدارك وتجربتك وخبرتك ومراسك ونبل المقصد في الوصول بالوطن إلى حيث المنشود .لابد من القول بصدق:أن تعاملك مع كافة القوى السياسية، يعني أن تبقى رئيساً للوطن كله وليس للشعبي العام، وهنا مربط الفرس، حيث القادم يتطلب منك كقيادي مجرب أن تدع الشعبي العام يعبر عن تواجده ووجوده دونما الإتكاء على كونك قيادي أول أو ثاني فيه، فهذا لم يعد ممكناً في الوقت الحاضر حتى لا نجد أنفسنا كمؤتمريين، في ذات الخطأ حيث الفرد هو التنظيم كله، هو الشعبي العام الذي يقوده باسم ربان سفينة ماهر، حتى كادت السفينة أن تغرق وتتقاذفها الأمواج في كل ناحية ولا مستقر لها لولا الثورة الشبابية السلمية التي أنقذت وطناً من قاتم قادم، وحرائق كادت أن تشتعل في كل مكان .وبلا شك أنت تدرك جيدا: أن انتخابك رئيساً للوطن يفوق بملايين المرات مسألة الشعبي العام الذي عليه أن يراجع تجربته دونما أهواء ونفاق، ويغربل مرحلة الإخفاقات بهدف الشراكة في البناء مع القوى السياسية دونما أنانية واستحواذ وإلغاء وتهم تطال الآخر لمجرد اختلاف في وجهات النظر .وهنا نؤكد أهمية أن يشتغل الشعبي العام بكافة قواه المنضوية فيه بوعي دقيق بالمرحلة، وأن يتخلى عن الإستقواء بالسلطة ويركن إلى النهج الديمقراطي السليم، والتخلص من القوى التي صعدت إلى مستويات قيادية من بوابة الأمن القومي ليس إلا.على الشعبي العام وفق هذا المستوى أن يرتب أوضاعه الداخلية بما يواكب المرحلة الجديدة التي مازال متخلفاً عنها كثيراً بفعل قوى تسلطية رهنت تنظيماً كاملاً لمصالحها الذاتية، وجعلت هذا التنظيم الرائد للمناكفات وخلق مناخات خصومة مع الآخر لمكاسب آنية ذاتية. و يا رئيسنا القادم :أنت اليوم مسؤول أمام الله والتاريخ، في أن تكون للجميع، وأن تدع الشعبي العام يقدم نفسه عبر العمل، وأنا هنا أحدثك كمؤتمري منذ التأسيس، كان يحز في نفسي أن أرى الكفاءات والقدرات الوطنية في الشعبي العام يتم إقصاؤها بفعل قوى انتهازية وكتَبَتْ تقارير بائسة .واليوم بلا شك فإن مهام المرحلة القادمة تستدعي أن يبقى الشعبي العام توازناً قوياً في الساحة الوطنية، ولكن ليس قبل إحداث نقلة نوعية ديمقراطية من داخله تقدر عليها قدرات سياسية محنكة .فالشعبي العام يزخر بالكفاءات المجربة التي حرصت عليه وجرى استبعادها منه أو محاصرتها، وإحداث منصب قيادي نائب ثاني أو مستشار... ليبقى للمنتفعين ما راهنوا عليه عبر التقارير الكاذبة حتى أوشك الوطن على الانهيار لولا حنكة المخلصين من الشعبي العام وأحزاب المشترك والشخصيات الوطنية البارزة، الذين أدركوا أهمية النضال السلمي لتجاوز مرحلة الخطر ..وهنا فعلا تجلت حكمة وطن بأسره وليس فرد على حد ما ذهب إليه النفاق ..ويا رئيسنا القريب من الوطن كله:بالتوافق الوطني الصادق تقدر على إنجاز تاريخ حقيقي تكون أنت فيه قامة وطنية مشهود لها بالانتماء حباً لهذه الأرض، وأنت اليوم تصيغ تاريخك وتؤرخ زمنك حين تجعل العدل وقوة الضمير والإصرار على قهر التخلف وقواه الآثمة نصب عينيك .وهنا لابد من الوعي بالقادم بعيداً عن الخطاب الإعلامي الممجوج والمنافق الذي ساد حياتنا زمناً غير قصير ونحن نسمع ونعيش الزعيم الملهم والقائد الضرورة والمكرمة والفذ وربان السفينة الماهر والحكيم والعلي العظيم ...الخ الألقاب التي جعلتنا نكره الحياة فينا من وطن يسوده النفاق ويعتليه المتزلفون .وإذا محبتك في القلوب، تتأتى من استبصارك للواقع واعتمالاته وتواضعك ومشاركتك أبناء وطنك هموم المستقبل وتطلعات القادم وهو بناء وتنمية ورفضك التضخيم والتبجيل والتعبد لشخصك ممن قد تصادفهم وما أكثرهم ..هنا فقط تغدو أنت بحجم المرحلة، فإذا كان الوطن خسر المليارات طوال 33عاما لطباعة صور فخامته وأقواله وحكمه ودرره ومأثوراته، فإنك اليوم بلا شك تقف في الاتجاه الذي يجب عليك وطنياً، ملتزماً بنهج الصدق ورفض البذخ والإسراف على أمور ليست من لوازم الرئاسة والمسؤولية .ووحده الإنجاز على صعيد الواقع بمشاريع عملاقة وديمقراطية سليمة، تقدر على صناعة تاريخ لا يباريك في مفخرته أحد .وكل تلك الشعارات والصور والمطبوعات التي صرفت لها أموال طائلة تؤول في الذاكرة الجمعية للنسيان، ويبقى الإنجاز الحقيقي هو العدل والمساواة فهذا وحده منطوق التاريخ الذي يجب أن يكون ..
إشارة:-العديد من الأفراد في لواء النقل العسكري خفيف يجأرون من وطأة ما لحق بهم في مصادرة مرتباته شهر وصرفها شهر بقطوعات وبمبررات واهية لتبقى أسر بالكامل تعيش الجوع وتعاني شظف العيش فيما النهابة في هذا الواء ينعمون بمستحقات الغير جهاراً نهاراً العشرات من هذه الحالات رآها العبد لله بأم عينه وهم يعرضون شكواهم لمن يعنيهم الأمر
allawzym@hotmail.com
محمد اللوزي
اليمن اليوم ..... 2372