;
محمد الحجافي
محمد الحجافي

أيدلوجية وحزب وعضوية 1827

2012-02-13 04:18:21


في ساحات الحرية يكثر النقاش ويزداد حدته، منه ما هو مفيد، ومنه ما هو غير مفيد ونخرج بكلام له معنى في الصميم وكلام مثل دردشة الشات مع غريب ولكن صديقي الذي دائما أتابع كلامه ونقاشه المتحمس دائماً وتعصبه وانتقاده اللاذع لسياسة الأحزاب وتصرفاتها تجاه جماهير الشعب وأعضائه، واتهامه لقادتها أنها عتيقة ولا تخدم وطناً في الأول ولا الحزب نفسه... كان يثير غضبي وأحمل في قلبي الغضب من صديقي.. لماذا كل هذا التحامل على الأحزاب؟!
وأحاول الدفاع عن الأحزاب الأقرب إلى القلب وأوصل إليه بعض ما يرضي النفس من المعلومات التي نجهلها لدور الأحزاب في إيجابيتها نحو هذا الوطن.
وكنت أدرك أن صديقي يجاملني عند ما يهز رأسه بأنه مقتنع بما أوصلته إليه من دفاع عن الأحزاب وما أقتنع به من كلامي، وكم يحزنني أن بعض الثوار أصبح لا يثق بقدرات الأحزاب في تحملها مسؤولية الوطن وأن الأحزاب لا تحاول إعادة النظر في قيادتها وأسلوبها وتحديث بنيتها، استقطاب مثل بعض الشباب الذين لهم دور فعّال في خلق الحداثة في أحزابهم .
قد يكون هذا الكلام قاسي على بعض المتحزبين ولكن في واقع الأمر أنها الحقيقة التي يجب أن تقال..
فصديقي الذي أحاول استقطابه لأنه في اعتقادي شاب سوف يخدم الوطن من خلال حزبي كان دائماً هو المتفوق عليّ دائماً، لكن أنا لم استسلم وأحاول إقناعه بأن ينضم إلى سفينة الحزب الذي قبطانها من المفكرين في حزبي.
حتى أتى الفرج بأن يوافق ولكن بشرط! ويا له من شرط, شرط عزيزي وصديقي ليس غريب إنه يريد أن يعمل في الحزب بحرية تامة لا ما يملي عليه، وأن يقدم ما لديه من نظرة تخدم البلد والحزب وبنفس الحرية التامة التي تخدم الوطن والحزبية ثانياً.
قلت له: إن أغلب أحزاب بلادي تعطيك الحرية التامة ولا تكن متحاملاً يا صديقي، فنحن في بلد حرّ وليس هناك تكميم أفواه كما تقول ولا غسيل دماغ ولكن بما يخدم الوطن والحزب وبقرار سليم وحكيم.. هز رأسه صديقي وأحسست أنها ليست مجاملة وهي المرة الأولى ينتابني هذا الشعور.
وانتابني الفرح بأن صديقي اقترب مني كثيراً وأصبح يفكر في الأيديولوجية والحزب والعضوية .
ذهبت إلى منزلي مساءً وكما هو معتاد حوارنا في الساحات ليلاً ذهبت مسروراً فرحاً بأني سوف أستقطب شاباً وطنياً متحمساً في حب الوطن ولكن الكابوس المزعج داهمني منذ الوهلة الأولى عند وضع رأسي على فراش نومي .
كان كابوساً مزعجاً، حطم آمالي ويبدو أنه على علاقة بين ما دار من كلام بيني وبين صديقي.. لقد وضعني هذا الكابوس المزعج أمام صديقي مهزوماً والحمد الله أنه كابوس ويذهب بقراءة الرقياء الشرعية ولم يكن يعلمه صديقي!!
تفاصيل الكابوس المزعج أتاني في نومي كما ذكرت عند وضع رأسي على الفراش، حيث أتى زميل لي في الحزب وهو من رجال الحزب، ولكن من القادة الصغار في الحزب الذي ينتمي للحزب، أشاد في مقدمة الحوار معي بمواقفي الشجاعة في الشارع تجاه قراراتي وقال: كنت مثلك شجاعاً، لا أخاف أحداً من طرح وجهة نظري ولكن يا عزيزي ويا ليته لم يكمل عفواً ليته أحد أفاقني من نومي .
يقول لي رفيقي والذي مدحني في مقدمة كلامه إن كلامي وانتقادي اللاذع يشكل خطراً علينا في مقر الحزب لأنه قد يحسب كلامك الذي تقوله ناطق رسمي، ومعلوم أننا في الحزب كلامنا واحد ورؤيتنا واحدة ولكن تحالفنا جعلنا نتخذ موقفاً عكس ما كان سابقاً.
وفي نهاية الحديث أي الكابوس يقول لي زميلي في الحزب يجب عليك أن تقول شيئاً ممنهجاً أو لا داعي أن تأتي إلى الحزب أحسن لك، انزعجت منه وصحوت من نومي بسبب ما سمعته وأدركت أنه كابوس داهمني في منامي، قرأت المعوذات وحمدت الله أنه كان كابوساً لم يأتني منذ سنين وأن من وجه لي الطرد عضو صغير في الحزب.
لكن وسوسة الشيطان لا تزال لها أثر في العقل لماذا لم تكن هذه الرسالة من العضو الكبير في الحزب بل عبر هذا العضو الصغير؟! ولكن يظل الحزب هو الكبير والولاء للوطن والحزب أهم شيء والحمد لله أنه كابوس عابر بسبب البرد القارص لشتاء مذهل ولم يعلم صديقي بما انتابني وقد ذهب القابوس بقراءة المعوذات والحمد لله أنه كان عبارة عن كابوس سياسي أرقّ نومي !!.
نصيحتي لكل متحزب أن ينام ويتدفأ من البرد كي لا يأتيه كابوس مزعج وأن يحشد ليوم 21 فبراير ويذهب مبكراً قبل الزحام لعل في انتخابنا مخرج للبلاد وتزول الهلاويس والكوابيس المزعجة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد