من المعلوم أن السياسة في بوتقة فن الممكن هي خط سير للجماعات والدول في كل أصقاع الأرض، إلا أن هذه النظرية قد انتشرت في السياسة الإيرانية وأصبحت ((فن المشكل)).
فالملاحظ أن بوصلة الخارجية الصفوية قد انحرفت في اتجاه معاكس وليس هذا فحسب، فالفكر الشيعي قائم على الثورات والقتل والعنف وما فلسفة لطم الخدود وإيذاء الجسد والعنف الجسدي عند الشيعة إلا خير دليل، وهذا ما بدا جلياً في وكلاء إيران في اليمن وهم الحوثيون والذين لا يستقر لهم قرار أبداً إلا بإشعال الفتن والدمار، فلا تكاد صعدة تتعافى من نكبتها حتى انجرت كتائب الموت إلى إشعال حروب جديدة في الجوف وأخرى في حجة وليس الجريمة الإنسانية ضد الأطفال وطلاب الشريعة في دماج عنا ببعيد.
وهي نسخة للسياسة الإيرانية والتي عمدت موخراً إلى استعراض قوتها والتهديد بإغلاق (مضيق هرمز) وهي جلبة ومشكلة لتغطي بها سوءة النظام السوري والذي قدم أعناق الثوار الأحرار في سوريا بطبق من ذهب للحرس الثوري الإيراني وللمليشيات القاتلة من حزب الله،وهذا مسلسل فلسفي يقدمه هؤلاء شعاره(أنا أقتل أنا موجود).
ويمكننا القول أن هذه السياسة الرعناء لن تنهي أطماعها لا في سوريا ولا في اليمن ولا في الخليج ويجب أن تصطدم بوعي الجماهير وللعلم إن تلك الدولارات التي تضخها إيران على الحوثيين ليقوم هؤلاء باستمالة ضعاف النفوس ممن لهم أجندات خاصة وأهواء شيطانية ليشعلوا نار الفتنة بين القبائل ويدُكوا وقود الفرقة بين الشباب في الساحات،ولنعلم أن شعار ((الموت لأمريكا الموت لإسرائيل)) قد تهاوى أمام قتل الأطفال ومنع المساعدات الإنسانية وحليب الأطفال للمتضررين في دماج.
وأريد أن أهمس في أذن الطامعين اللاهثين وراء الأنا والنزوة الدنيئة، ممن يسيرون في ركب هؤلاء أن الوطن أغلى من كل الدولارات وأن هؤلاء سيجرونهم إلى فوهة بركان التفرقة وأن الفكر الصفوي قائم على جماجم الأبرياء, وأن على المنظمات والهيئات رص الصفوف لفضح هذه المؤامرة والوقوف ضد التمزيق وليس الوطن بحاجة الآن إلى إشعال الحروب وأن الثورة ماضية ولن يوقفها كل العابثين.
أمين الحاشدي
الصفوية.. من دماج إلى مضيق هرمز 1704