كان يفترض منافسة المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي ولكن الوضع الأمني الرخو أو الهش أو نستطيع القول العدمي لا يمكّن من المنافسة، فقد تؤدي تلك المنافسة إلى تشرذم اليمن أو الدخول فيما نحن بصدد الهروب منه وهي الحرب الأهلية والصراع.. لذا كانت فكرة المرشح الوحيد والتسمية لعبد ربه منصور هادي حتى تُقطع الطريق أمام مثل تلك الاحتمالات الأسوأ للخروج من الحالة السيئة.. إننا لا نصوت لشخص عبد ربه منصور هادي بل نصوت لليمن واليمن فقط، اليمن الذي يعني أنا وأنت أن لا نكون قاتلاً ومقتولاً ومتوالية من ذلك فلله الحمد.
قبول عبد ربه منصور هادي للترشح وتحمل عبء المرحلة الانتقالية مؤشر وطني من الرجل، فمن في مثل هذا الوضع يغامر بحياته أو استقراره الشخصي وأسرته إلا أن يكون أحد اثنين إما بليداً أو ذا إحساس وطني ورجولة نادرة والأخير ما نعتقده في هادي.
ونجاح هادي في قيادة دفة البلد إلى بر الأمان والأحلام الثورية يُحتِّم على الثوار وكل الوطنيين عونه في تحقيق الأهداف الثورية وأطر الأشرار على الحق أطراً...
بانتهاء صالح عبر التصويت لهادي في الحادي والعشرين من فبراير نكون قد حققنا 50% من نجاح الثورة وتكون هيكلة الجيش الـ30% في مسارنا الثوري.
الانتهاء من صالح ثم هيكلة الجيش، ويكون الجيش في يد سلطة مدنية هو ما سيجبر القبيلة لسلطة القانون وإزالة نفوذ المشيخات الـ20 % من مسارنا الثوري، وبذا تكون الثورة في طريقها إلى الكمال النسبي 100% وتكون دولتنا وصلت أهدافها الرئيسية وكل هدف أو أهداف غير ذلك ما هي تحسينات للكمال المؤسسي والوصول إلى أعلى درجة من الرضا لدى المواطن ومستويات الراحة المأمولة، الراحة التي لا تعني الدعة والخمول بقدر ما تعني راحة الضمير والانطلاق إلى الإنتاج المادي والأخلاق الحضاري التي تعطي حياة الموطن البركة.
التصويت لـ عبد ربه منصور هادي في الـ21من فبراير أشد من وقع النبل على صدر صالح، إننا في الـ21من فبراير نذيقه سكرات الموت وما هو ببالغه.. في الـ21من فبراير نحن لا نصوت لـ عبد ربه منصور هادي بقدر من ننفذ حكم التعزير بـ صالح على صندوق الاقتراع صلباً بأصواتنا لـ هادي ونعيد للصندوق شرفه وقدسيته من الامتهان والاغتصاب الذي مارسه صالح بحق الصندوق وهذه الوسيلة ستكون حكماً وحكم صدق وعدل بين كل المختلفين وألا تفقد الشعوب أملها بهذا المسار السلمي وما دونه فهو العنف...
الإخوة الذين لا يرغبون بالتصويت والمشاركة في الـ21من فبراير من غير الحوثيين التفتوا إلى من بجواركم إنها الحوثية، ليس الحوثيون لأنهم حوثيون، لكنهم الحوثيون الذين يؤيدون جرائم بشار الأسد في سوريا، إنهم ثوار في صنعاء شبيحة في دمشق، لا تزعجنا الحوثية كأشخاص لهم حق المواطنة بالعدل وسلطة القانون ومبدأ العمل السياسي الذي إطاره السلمية، لكن الحوثية فكرة عنف، فكرة إقصاء، فكرة تسامي وكل ذلك مناف لما قامت عليه الثورة والتضحيات التي قُدمت، ففروا من جوارهم إلى صناديق الاقتراع والفعل الثوري الموجب لا السلبي، ولندع العقل يعمل فيحكم من على هدى وصراط مستقيم ومن هو في ضلال مبين، إنهم كما أورد مروان الغفوري في مقالته الأخيرة في صحيفة المصدر يريدون إفشال المبادرة الخليجية في اليمن لتخفيف الضغط الدولي على نظام الأسد في دمشق، كون الإجماع على الحل اليمني للوضع المأساوي لسوريا وما تسفر عنه كل يوم دموية المجرم بشار الأسد.
هل أبناء صعدة الأحرار يقبلون أن تصبح نسبتهم إلى الحوثية باعتبار أبناء صعدة وكل من في صعدة حوثيين؟.. إنهم أمام أمرين اثنين، إما أن يخنعوا لهذا الأمر ويصبحوا أبناء بالتبني للحوثية أو أن يكونوا أحرارا ويصدحوا بأصواتهم عالياً أننا صعداويون يمنيون لا نقبل التبني والتجيير لصالح أسرة حاقدة تعيش أطناب القرون الوسطى وما قبل التاريخ وتسعى لاستعباد الناس باسم الحق الإلهي والسامية ومنطق نحن أبناء الله وأحباؤه، إنها اليهودية باسم الإسلام...
كنت في حديث مع أحد الإخوة ويقول لي: أنا سأرضى بأن يحكمنا الحوثي بشرط أن يقبل أن يزوجني ابنته على أني يمني لا أنتسب للسلالة المزعومة...
أحد الحوثيين يفخر أن هناك ألفين من أبناء تعز في صعدة يتحوثنون، فترد عليه النباهة وسرعة البديهة التعزية بسخرية: إن أولئك الطراطير الـ... الـ... ههه تعز يا وليد أربع ملايين تطهرت من ألفين....
الإخوة في أرض المهجر نتألم ألّا يكون لكم شرف المشاركة في صناعة تاريخ اليمن والتصويت ضد صالح لصالح الوطن في الـ21من فبراير...
لكني أقول: من كان قادراً أن يقدّم سفره ويحضر هذا اليوم المشهود فليفعل.. أرجوه.
طاهر حمود
ال21من فبراير 1614