إن ما يحدث للمسلمين في سوريا اليوم هو نفسه الذي حدث ويحدث للمسلمين في ليبيا ومصر واليمن وهذا قد يكون في نظر الإنسان الذي ينظر بعين العواطف للأمور أنه شر محض، فالقتل والتنكيل الذي يحدث للمسلمين بل ويحدث للإنسانية أياً كانت لا يعد شراً محضاً أبداً، بل هو خير بإذن الله الذي يعلم من خلق، فإن ما عانته الأمة الإسلامية على مدى العصور السابقة هو أكثر وأشنع مما يحصل لها اليوم فقد قتل الصليبيون في مدينة (انطاكية) في الحملات الصليبية و(عكا) إبان قيادة صلاح الدين الأيوبي للجيوش المسلمة فقتلوا فيها ما يقارب (ثلاثة الآف) مسلم تقريباً في يوم واحد فقط وهم كانوا أسرى عند الصليبيين فكان ذلك الفعل البغيض من أعداء الله بشرى بنصر الله للمسلمين على الصليبيين في معركة حطين وفتح بيت المقدس وتحرير المسجد الأقصى على يد القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، ونحن لا ننكر أننا نحزن على تلك الدماء الزكية التي تراق على أرض سوريا الحبيبة ولكن القاعدة الثابتة في سنن الله سبحانه أن الذي قتل اليوم لم يكن ليعيش إلى الغد ومن المستحيل أن يموت المرء إلا وقد استكمل أجله ورزقه.
وأعتقد أن ما يحدث في سوريا اليوم من قتل وتنكيل وجرائم من قبل النظام الغاشم العميل الحاقد على الإسلام كل ذلك أعتقد يقينا أنه خير للمستضعفين بإذن الله وأن النصر قد بدأت بوادره تلقي بشعاعها على أغلب المناطق السورية التي كانت تئن تحت وطأة الظلم ولا تستطيع أن ترفع صوتها حتى بالتألم، لقد كسرت تلك الدماء الزكية كل حواجز الخوف وحطمت جدران الصمت والفت بين قلوب الأحرار ووحدت صفوفهم وهانحن اليوم نرى العالم- الذي لا ولن نركن إليه - يهب عن بكرة أبيه ليساند المستضعفين في سوريا وغيرها، فكلما زاد منسوب الدماء الزكية على الأرض كلما اقترب النصر ودنت نهاية الطغاة (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم).
وما حدث أخيراً في حمص الأبية ومنطقة الخالدية من قصف حاقد خلّف مئات القتلة الجرحى لهو أكبر دليل على عجز النظام وارتباكه وفقدان السيطرة على أفراده وشبيحته وخلخلة صفوفه بل وأظهر مدى قوة الثوار الأحرار وشجاعتهم وثباتهم وعدم الاستسلام على رغم ما حدث وأضف إلى ذلك الزخم الثوري العالمي عندما أصبح علم الاستقلال يرفرف على أعالي السفارات السورية بدلاً من علم الأسرة الحاكمة وهذا دليل على أن ما يحدث من تغييرات هي خير بإذن الله ودليل على ثقة الثوار بنصر الله، كيف لا وهم قد خرجوا لا يملكون في ساحات التظاهر إلا الأكف البيضاء التي رفعت الاستغاثات والدعاء طالبة النصر والتمكين من الحي النصير سبحانه الذي يستحي أن يرد يدي عبده صفرا, (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون), أنها مصيبة نعم ولكنها لنا كما
ذكر الله وليست علينا إذن فهي خير لنا على الرغم من أنها مصيبة ولكنها شر عليهم لأنهم سائرون إلى شر وهلاك وندم وسوء أما في الدنيا على أيدينا بإذن الله وفي الآخرة على أيدي ملائكة غلاظ شداد.
فالنصر والتمكين لا يأتي إلا بعد الابتلاء والتمحيص(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله؟ إلا أن نصر الله قريب) فالفرق بين القتلى أن قتلانا شهداء بإذن الله -نحسبهم كذلك وهم سعداء عند ربهم وأسرهم وذويهم سيسعدون لأنهم متشفعون فيهم وهذا لعمر الله ابلغ نصر يحققه المسلم المخلص لله الواحد القهار .
سلام سالم أبوجاهل
لا تحسبوه شراً لكم 2178