الحديث عن البلاطجة ليس بالأمر الجديد فمنذ بداية الثورة واللفظ دارج والبلطجة مستمرة فتربت وترعرت حتى وصلت إلى أن تكون (رعناء) ..
محاصرة المؤسسات الإعلامية إحدى وجوه هذه البلطجة بداية من مؤسسة الثورة ووصولاً إلى مؤسسة الجمهورية وكأن البلاطجة تقفلت بوجوههم الأبواب ووجدوا المؤسسات باباً سهلاً لفتحه واقتحامه!.
كم هو منظر مُقزز ذلك الذي يُشاهده الجميع دون اهتمام لثُلة من البلاطجة وهم (مُبحشمين) أمام مؤسسة "الثورة" ومثلها في "الجمهورية" وأمامهم أكوام القات وقناني الماء (كالأغنام) مع احترامي الشديد للأغنام، ألا يجدر بوزير الداخلية أن ينطق بشيء ويوقف هذه المهزلة أم أن هناك من هو أعلم وأفهم منه بهذا الموضوع وربما يكون هناك وزير للبلاطجة (مثلاً) من مهمته حل مشكلة المحاصرة والتهديد ...
البلطجة وصلت إلى الشارع وكم نجد مسلحين يوقفون سائقي الباصات وابتزازهم وتهديدهم فيما إذا لم يدفعوا (البقشيش) فستتكلم المسدسات والهراوات فيضطر السائق إلى منحهم من دخله اليومي خوفاً من أن يخسر مصدر رزقه بهنجمة بلطجي!.
أينما تذهب سوف تجدهم في الشارع، في السوق، على الشاشة، حتى على الفيسبوك !
لا تستغربوا مُجرد أن تنشر بصفحتك الفيسبوكية منشوراً سياسياً ولو كان عن ثورة (سوريا) حتى يهجموا على الصفحة، خالطين الحابل بالنابل، لا أنكر بتاتاً تعمدي الإبتعاد في الفترة الأخيرة عن السياسة بصفحتي على الفيسبوك بسبب تعصب البعض ومقامرتهم بالحديث والتحجج بأنهم الأذكياء الصادقون والشعب الباقي غبي هذا من جهة، الجهة الأخرى المُستفزة بالتأكيد هي أساليب نقاشهم اللا أخلاقية والتي وإن خلت من الشتم فلن تخلو من السُخرية والإستفزاز وهذا ما يقودني أكثر الأحيان إلى حذف التعليقات المستفزة والسخيفة وربما حذف المنشور بأكمله وبالرغم أن هذا التصرف يُعطيهم فرصة لأن يبتسموا بزُهو خاصة وأنهم يعتبروا ذا التصرف ضعف شخصية وعدم وجود بُرهان أو حجة قوية لمُجابهة بلطجتهم !!
الحقيقة يا اخواني البلاطجة أنني أفخر بضعف شخصيتي إن فهمتموها كذلك وأفضلها ستين مرة على أكون بلطجية أخسر وطني وأهلي وأصدقائي بتخزينة يوم وأطعم أبنائي من لحم ودم الشهداء أو اخسرهم لمجرد أني متعصب لحزب معين لن ينفعني بشيء، فليذهب الحزب للجحيم إن افقدني ماء وجهي ..
الشيء الأخير الذي تخيلته بلحظة (بلطجة) لو أنني بلطجية فماذا عساني أن أفعل؟ فكان الجواب مني:
لو أنني بلطجية فسأقف بوجه من اختطفوا ثلة فتيات في وسط الشارع وبعز النهار وأمام الجميع وجرهن إلى مكان مجهول تحت تهديد السلام والجميع يشاهد بصمت ولا ردة فعل تُذكر!
لو أنني بلطجية فسأقتحم وزارة الكهرباء والماء فقط لأري الوزير المُحترم الفواتير (المطنطة) التي يدفعها الفقير ثمناً للظلام وأسأله فيما إذا ينام بعدما يُطفئ الضوء أم أنه مثلنا نسي متى آخر مرة أطفئ مصباح الضوء قبلما ينام!
اخيراً لستُ ببلطجية ولن أكن يوماً بسبب أن (ذيل البلطجي عمره ما ينعدل)
وسمعني سلام البلطجة تخازين وهنجمة وبهررة!
أحلام المقالح
لو أنني بلطجية! 2328