الثورة التي نريد هي تلك التي تحافظ على محتواها أثناء الطريق إلى ما بعد الإنجاز الثوري.. وهنا يبرز سؤل هام جداً يفرض على كل واحد منا الإجابة عليه وهو: في أي مرحلة ثورية نحن ؟هل نحن نعيش مرحلة مقدمات الثورة؟ أم نعيش مرحلة الإنجاز الثوري؟ أم نعيش مرحلة ما بعد الانجاز الثوري؟.. أما مقدمات الثورة فهي أفكار مدونة في التاريخ ولم نعشها نحن وأما الانجاز الثوري فقد عشناه ويقترب من التاريخ في 21فبراير وما تبقى سوى مرحلة العبور الثوري وهي اخطر مراحل الثورة على الإطلاق إما أن تكون أو لا تكون، ومرحلة العبور الثوري فشلت على مر التاريخ معظم الثورات في عبوره ومنها ثورة 26سبتمر، ذلك أن مرحلة العبور الثوري تقتضي الحفاظ على الإطراد الثوري والنسق العام للثورة من خلال تغير الإنسان ليرتقي نفسياً وفكرياً إلى مستوى التغيير الثوري.. والذي يحصل غالباً في معظم الثورات هو تجاهل هذه المرحلة ونسيان الإنسان وتغييره، فتفشل الثورة في تحقيق أهدافها وتفشل أيضاً في الاستمرار في نموها التاريخي.. على الثوار أن يدركوا هذه الحقيقة التاريخية ويستوعبوا جيداً المراحل الطبيعية للثورة ويعلموا أن مرحلة الإنجاز الثوري تقدمت وأنهم في مرحلة العبور الثوري أخطر مراحل الثورة التي ينبغي أن تستهدف الإنسان وتغييره وان هذه المرحلة على أقل تقدير قد تستغرق خمسة عشر سنة..

إن تغيير الإنسان اليمني هو الهدف الاستراتيجي للثورة، أعني تغييره نفسياً وفكريا ًولا أعني إزاحته من موقعه الوظيفي أو الاجتماعي.. إن عظمة الانجاز الثوري تكمن في التغيير دون الإزاحة وهذه المرحلة بحاجة إلى وسائل مغايرة لوسائل الانجاز الثوري، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لن تكتمل رؤى الثورة في التغيير دون طرح القضية التي تناضل من أجلها الأمم والشعوب أعني الوصول إلى مراحل الحضارة الإنسانية، هذه القضية ينبغي أن تكون هاجس الشعب اليمني وهدفه الاجتماعي وفقاً لثقافته الإسلامية التي تدعوه لإعمار الأرض.. بدون قضية عامة نسوقها للشعب لن تنجح فكرة العبور الثوري والتغيير الإنساني المنشود.

في الأخير أقول للثوار الشباب: الاتزان العاطفي والفكري مطلوب ولا يعني وصفكم بشباب أن تكونوا أصحاب فكر مغاير لطبيعة المرحلة التاريخية ليتناسب مع الوصف العمري لكم الذي يسري فيكم دون قصد مسرى السحر.