(حكم المنية في البرية جاري***ما هذه الدنيا بدار قرار)
• بصورة فاجعة ألهمنا الله القوة فألبسناها رداء الصبر، وثوب احتساب الأجر عند الله واجهنا مُصابنا الأليم في وفاة أخي عبدالغني الشهيد – بإذن الله-، الثالث في ترتيب الأخوة أبناء عبدالله اسعد .
• يحزن المرء إن أُصيب أحد بمكروه، ويأسف لذلك أيما أسف، فكيف إن كان المُصاب حل به ونزل بداره وأفقده أخاً أبن أب وأم، إن خُيرت فيما كان سيحدث له لآثرت حياته على حياتك ولرحبت بالمنية في سبيل حياته، وكيف يكون الحال بك عندما تُصعق بخبر كالذي حدث وأنت في الغربة، بعيداً عن بيتك، بعيداً عن أهلك، بعيداً عن ناسك تتجرع مرارة الأحزان سماً، وتكابد الآلام أضعافاً، لا تملك إلا أن ترفع اليدين إلى السماء، تدعو بالرحمة والمغفرة لأخينا، وبالصبر والتثبيت لنا، موقناً برحمة الرحمن وإجابته لمن يدعوه .
• إن استرسلت في كلام الذكريات فهو يطول كثيراً، أذكر أن بيتنا مملوء بعبارات كتبها عبدالغني، تُعبر عن مكنون ما كان يحمله للتلال من حب تجاوز أي حب حمله شخص آخر للتلال، كان عبدالغني أكثر من مجرد مشجع للتلال، كان يرى في التلال مصدر إلهام، ويداً تأخذ به لتحقيق حلمه في أن يصبح لاعباً تلالياً يشار له بالبنان .
• باغتته أمواج غادرة فسبق القدر الإلهي طموحه، وقضى على آماله في تحقيق حلمه الذي سعى له كثيراً .
• وكم كان الأستاذ/ خالد هيثم رائعاً وهو يكتب عن عبدالغني والدمعة يهيأ لنا أنها أمتزجت بنتاج فكره، فأبدع كلمات عبّرت عن إنسانيةً عظيمة تسكن في وجدانه، يبادلون بها الوفاء لكل من أحب التلال .
• عزاؤنا في مُصابنا الجلل هو الإيمان بالقضاء والقدر، والرضاء بما قسمه الله لنا، والتسليم له بذلك .
• عزاؤنا أنه شهيد بإذن الله، نحتسب الأجر فيه، ونلتمس الشفاعة به يوم القيامة.
وأختم ببيتين للإمام الشافعي رحمه الله يقول فيهما :
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري *** وأصبر حتى يأذن الله في أمري
وأصبر حتى يعلم الصبر أنني صبرت *** على شيء أمر من الصبرِ
حتى لا نضل طريقنا