ليت زعماء العرب أدركوا حقيقة الثورة من قبل أن تثور عليهم شعوبهم ..لو أدركوا لعلموا أنهم في سبات عميق وبلاءٍ مريب، كانت حياتهم بين الوهم والخيال، والمال وتوريث العيال .. كانوا يتوهمون بأنهم يؤمنون كراسيهم بالمخابرات والأمن الوطني أوالحرس الجمهوري والمدرعات، كل هذا لم ينفعهم ولو سمعوا نصيحة الناصح حين قال :حصن مدينتك بالعدل يا أمير المؤمنين" لما قتلوا مثل الجرذان تحت الأنقاض ولما طردوا شر طردة من أوطانهم، متسترين خلف ظلام الليل.
ثارت عليهم الشعوب ثورة ً ساحقة بعد أن كانوا يعلنون أن لهم الأغلبية الساحقة، هاج عليهم البحر وفاضت عليهم السماء وزلزلوا زلزالاً شديداً وظنوا أنهم سيأوون إلى جبل أميركا ليعصمهم من الطوفان, ولكن لا عاصم اليوم من أمر الله, ومن طوفان الشعوب المظلومة والمقهورة التي قررت ألا تحمل على ظهرها إلا سفينة الخير والنجاة، سقطت الأقنعة المزيفة، وساحت المساحيق التجميلية على وجوه الأنظمة الكرتونية التي كانت تختبئ خلف مومياء الزعامة الموهومة..
طرد زين الهاربين من ملعب الرئاسة بعد حصوله على البطاقة الحمراء لاستخدامه العنف ضد شعبه، ومن بعده غرق فرعون هذا الزمان، لم يغرق بمياه البحر الأبيض المتوسط ولكنه غرق بثورة المساكين البيضاء وأحلام البائسين الوردية، سمعناه وكأنه يريد أن يقول قبل لفظ أنفاسه الأخيرة تبت الآن " ءآمنت بما آمن به المصريون " ولكنها ساعة الحقيقة وحقيقة القدر أن ينجيه الله ببدنه ليكون لمن خلفه آية للزعماء العرب الذين يقفون على طوابير التغيير، لقد ركنوا إلى سحرتهم وجنودهم فخابت آمالهم وبانت أباطيلهم وتحولت أفاعيهم إلى دمى وعصي لا تخيف طفلاً ولا تهز نملة.
عام ٌ على الثورة .. رأينا فيه الرجل الأخضر صاحب الكتاب والعلم الأخضر، يرى من شعبه ثورةً خضراء عظيمة حولت الصحراء الكبرى إلى حدائق وشقائق خضراء .. ارتوت من دماء الشهداء وإرادة الثوار الغريزية التي أوصلتهم إلى داخل أبواب العزيزية ..
عامٌ على الثورة .. رأينا فيه جامع دمشق يعود لابتهالاته ونهر بردى يتدفق بعد انقطاع، ورأينا صلاح الدين يخرج مرة ً أخرى من قلعته في حلب ليقود قوافل التغيير نحو المجد المفقود والحلم المنشود وسمعنا من واحات مدينة حمص صوتاً يتردد من بعيد لخالد ابن الوليد تناقلته الجزيرة وأخواتها فلا ناااااااااااامت أعين الجبناء .
فعلاً المشهد يتكرر والملك يتبخر والتاريخ يعيد ذاكرته.. كفا يا هامان ويا عبده الجندي تملقاً وتزييفاً للحقائق والوقائع فقد فضحت أساليبكما الدنيئة، ويا قارون وأحمد عز وأحمد علي لن تنفعكم أموالكم ومرافقوكم .. فقد أهين البلاطجة والكتائب، وخسف بالمال وتجمدت الأرصدة.
عامٌ على الثورة .. والثورة مازالت ثورة، والثورة قي شمعتها الأولى بخير والأمة صارت حرة . 3 / 2 / 2012