تعاني أبين من وضع مأساوي صعب بسبب ما لحق بها من دمار وخراب لبنيتها التحتية جراء الأحداث التي وقعت على أرضها الطيبة من حرب قذرة, حيث تغير وجه أبين بسبب تلك المعارك الدامية التي ما تزال تدور في أرضها والذي راح ضحيتها عدد من أبنائها الأبرياء وما تبع من نزوح جماعي لأهالي أبين من قراهم ومنازلهم التي كانت مرمى لقصف الطائرات والمدافع وصواريخ الكاتوشا التي دمرت كل شيء جميل في أبين حتى دار العبادة والمستشفيات لم تستثنى من هذا القصف العشوائي الذي يضرب كل مكان دون تمييز وأصبحت أبين كلها تحت القصف العشوائي الذي طال كل شيء وكأنهم يريدون الانتقام من أبين وتدميرها، لا محاربة المسلحين الذي يفصل بين الجيش وبينهم بضعة أمتار من المسافة، حيث تسببت تلك الحرب القذرة بتدمير منازل المواطنين في زنجبار والكود وجعار والقرى الجاورة وكذا المرافق الحكومية وتشريد الآلاف من أبناء محافظة أبين الذين يعيشون أوضاعاً صعبة في المحافظات الذين نزحوا إليها. فمأساة أبين ليست وليدة اليوم وهي تدخل شهرها العاشر، وأصبح حال أبناء أبين اليوم يرثى له وأصبحت المأساة تحيط بهم من جميع الاتجاهات, وعلى مدى الأشهر الماضية ظلوا يترقبون حسم المعركة والعودة إلى ديارهم التي هجروا منها إلا أن ذلك لم يحدث إلى الآن مما سبب لهم الإحباط واليأس الذي تسلل إلى قلوبهم فقد استباح الحزن كل أراضي أبين حتى المديريات الأخرى طال قصف الطيران الذي يقصف القرى الأخرى في تلك المديريات مما تسبب في نزوح سكانها, فقد حزنت كثيراً لما رأيت من صور الدمار الذي أصاب منازل المواطنين من دمار وخراب حل بتلك الديار، فإذا زرت أبين، خاصة مدينة زنجبار - حاضرة أبين - فإن أول ما يلفت انتباهك الدمار والخراب الذي أصاب المنازل والبنية التحتية، أحداث عجيبة وغريبة تدور في أبين والكل يريد أن يعرف حقيقة ما يدور على الأرض، خاصة بعد ما تركت أبين ساحة مباحة للمسلحين وهروب السلطة المحلية وقيادات الأجهزة الأمنية من المحافظة مما أدى إلى سقوط المحافظة بأيدي المسلحين دون أي مقاومة تذكر والكل يريد تتبع خيوط القصة, وهل هناك رابط مع ما قاله الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح الذي قال إن محافظات ستسقط بأيدي القاعدة والسؤال الذي يجب طرحة هو، من المستفيد أو من يقف وراء الأحداث المؤلمة والدامية التي ما تزال تشهدها أبين رغم ما أشرنا إليها, وأي أثر ستتركه هذه الأحداث على أبين وأهلها على المدى البعيد والقريب، ونحن نناشد المسؤولين الاهتمام بقضية أبين وجعلها في سلم أولوياتهم, ونأمل أن يرفع عن أبين وأهلها كل ما يحاك ضدهم من مؤامرات، وما يثار بين أبنائه من فتن. وان تخرج أبين من نفق حلقة الصراعات المفرغة التي ما تزال تدور فيها مذ شهور, وأن يعتبر أهل أبين مما حصل لهم من مصيبة من تشريد وترك لمحا فطتهم، وستظل أبين أغنية حضارية في عبق التاريخ بطيب أهلها وبساطتهم وعلو الهمة قال عنها أحد الشعراء، أبين الحب والسماحة والطيبة، طبعها تكره الظلم واللعب بها والصدق والوفاء والشجاعة، ساكن قلبها، هي الأم الحنون الوفي في حضنها، والخضرة والرزق الوفيرة من إنتاجها. aonalbhri@hotmail.com