ما من خيار آخر أمامنا سوى مغادرة النفق الحالك.. يقول حكيم الصين كونفوشيوس "أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام " لا جدوى الآن من صب جام غضبنا على من صاغ أو وقع سيناريو النهاية على هذه الشاكلة الهزلية والعبثية ، لا وقت لندب الحظ ، لا متسع للتعبير عن سخطنا وغيضنا من هكذا انتخابات أحادية هي أشبه باستفتاء .
في الملمات والمحن تتجلى مواقف البشر، لا أقول لكم اليوم قولة سيدنا المسيح : من كان منكم بلا خطيئة فليرمي بها أحزاب المشترك وحكومة باسندوه ولجنة الانتخابات ، كلا فالخطب جميعنا نتشاطره وكلنا يجب أن يحمل على كاهله قدر مستطاعه .
لا وقت لقذع الزمن الفائت ؛ فالندم هنا لا يعني سوى المزيد من جلد الذات ، لن نبقى أسرى الحنين والشوق لتواريخ الحقب السالفة أو في تذكر أيامها الأليمة القاتلة لروح الحاضر، فكما يقول حكيم داغستان وذاكرتها رسول حمزاتوف : رصاصة مسدس على الماضي تعني قذيفة مدفع على المستقبل.
إذا ما رأيت ضوءاً خافتاً يتسرب من ثنايا هذه العتمة الموحشة ؛ فإنني لن أتردد من المضي نحوه، إنه خيط وميض لكنه بالنسبة للعالقين وسط الظلام دلالة وإشارة لشعاع النهار ، واقع الحال يقول أننا كمن أضاع بوصلته في محيط مضطرب عاصف ومجهول ، في مثل هذه الحالة لا قيمة للتذمر والخوف والأنانية والحنين إلى الأيام الخوالي وذكرياتها الحلوة والمريرة، بل المسألة يستلزمها العقل والحكمة والشجاعة والإيثار والإرادة القوية والأمل بالنجاة لكل التائهين وسفينتهم الضالة مسارها .
اليمن في هذه الظرفية الحرجة للغاية تماثل سفينة ضاعت بوصلتها حقباً والآن فقط وبعد أن ظن اليمنيون بأن لا سبيل لبلوغ سفينتهم شاطئ النجاة ؛ها هم يعثرون على قبس ضوء يسترشدون به لمنتهى رحلتهم المضنية والشاقة .
لتكن عملية الاقتراع بائسة ومهينة لشعب يدعي ويباهي بكونه مهداً للديمقراطية ، ولتكن الصورة بهذه القتامة والضبابية المخيفة ولتكن ولتكن وووإلخ ، لكن ذلك كله شيئاً هيناً قياساً بحجم ما هو منتظر ومرجو من العملية السياسية القائمة على مبدأ التوافق ، ربما قد نختلف حول الطريقة والوسيلة لكننا في المحصلة نتفق بأن الغاية المنشودة هنا تتمثل بشعب بات وجوده على محك الانهيار والتفكك والمجهول .
لا وقت للحيرة والتردد، فكما يقول المثل التركي ( من يتردد بين مسجدين يَعُد دون أداء الصلاة ) ، التشاؤم يولد في دماغ الإنسان أما التفاؤل فمن الله ، أحسب نفسي كذلك وعليه فإنني سأقول نعم للرئيس عبد ربه بكونه خياراً واقعياً ومنطقياً لقيادة اليمن في مثل هذه الظرفية الحرجة .
لا.. لن أتبع الوهم وإن خيل لي قربه من متناول اليد ، أليس عصفوراً باليد خير من عشرة طائرة في الهواء، فلا يدرك قيمة العين السليمة سوى من فقد الأخرى ، وأنا كذلك أجد 21فبراير أكثر موضوعية وتفاؤلاً رغم كل ما هو سائد من إحباط وقنوط ، سأقول نعم لعبد ربه ولسان الحال يردد مقولة بايرون:المتفائل يرى ضوءاً غير موجود ، والمتشائم يرى ضوءاً ولا يصدقه) .
محمد علي محسن
نعم للرئيس عبد ربه 2035