تمكن المجتمع الدولي والاقليمي وبأسلوب غريب وعجيب في ذات الوقت من انتزاع وتقليم أظافر ومخالب المفاوض اليمني المتمثل بأحزاب اللقاء المشترك، حتى تحول هذا الكيان المدني إلى حمل وديع أمام بطش وجبروت الشعبي العام، الحزب الذي كان يفترض في الأصل حله مثله مثل بقية الأحزاب العربية التي تم حلها كما الحزبين الوطني والديمقراطي في مصر وتونس، لأن الجرائم التي ارتكبها الشعبي العام بحق الوطن اليمني والمواطن في هذا البلد أكثر بكثير من جرائم الحزبين في مصر وتونس سواء في تبديد أموال الشعب أو في عقد صفقات خاسرة مع دول ومنظمات أجنبية، وليس أدل على ذلك من تسليم ميناء عدن لشركة دبي وبيع الغاز اليمني والمنشآت الحكومية وخصخصة المصانع والمؤسسات إلخ.. ضف على ذلك مسلسل القتل والبطش الذي مارسه الشعبي العام أثناء الثورة وراح ضحية ذلك ما يقرب من ألفي شهيد وأكثر من عشرة آلاف معاق.
المصيبة أن الشعبي العام ولم يستفد من المنحة المجانية التي حصل عليها وهي بالأصح مكافأة مجزية على كل تلك الجرائم والمتمثلة في الحصانة التي منحت لرئيس المؤتمر وبعض العصابة لا يجوز حقيقة أن نطلق عليهم أعضاء لأن أفعالهم المشينة تدل على الصفة الحقيقية التي ينبغي أن نطلقها عليهم، فهم عصابة وليسو أعضاء حزب ونقول إن المكرمة التي منحت لصالح وعصابته لم تكن إلا تنازلاً سخيفاً غير عادل عن حقوق بشر سفكت دماؤهم وتعرضوا للظلم والقهر من قبل تلك العصابة وكان الأحرى بالمفاوض اليمني أن يكون على إطلاع وعلم وقدرة فائقة على التحاور وأخذ ضمانات حقيقية لعدم تكرار أو القيام بأية أعمال إرهابية أو عدوانية أو محاولة نشر الفوضى أو إقلاق الأمن أو الالتفاف على الاتفاق بأي شكل كان.. لكن ولأن العكس الذي حدث، فالآن التمادي الذي أبداه الشعبي العام وعناصره لا ينم عن أية نية للإقلاع عن الذنب والتوبة والاعتذار للشعب، بل العكس تماماً من ذلك، فالذي يحدث حالياً هو تصفية حسابات وعلى عكس ما حدث في مصر وتونس الثورة التي قامت على الفساد والظلم والتخلف هي من تقصي وتحاسب أعضاء الحزبين الوطني المصري والديمقراطي التونسي، لكن في اليمن الشعبي العام وبعد أن حصل على الحصانة بدأ في إقصاء وتهميش الكوادر في المؤسسات والمصالح الحكومية وانظروا ماذا يفعل، لا يقصي الشعبي العام أعضاء وكوادر حزب الإصلاح ولا يقصي كوادر الحزب الاشتراكي ولا الناصريين ولا أعضاء في الحق وأحزاب أخرى كالبعث والرابطة وغيرهم لا لا..
هنا المكر والدهاء والخبث – الشعبي العام وبأوامر من قيادات المؤتمر الشعبي العام العليا يقصي أعضاء المؤتمر الذين أيدوا الثورة، الآن الشعبي العام يؤسس لمرحلة جديدة هي أنه لن يتعرض لأعضاء أحزاب المشترك إطلاقاً، لأنه سيواجه بقوة من قبل تلك الأحزاب.. لذلك الشعبي العام الآن يقوم بإقصاء المؤتمريين الأحرار الشرفاء الذين كانوا يرفضون فساد تلك الشلة المرتزقة التي أوصلت المؤتمر والشعب اليمني إلى هذا المربع، نعم تلك الشلة التي أدخلتنا في اليمن تحت بند قرار دولي ظالم سوف تكون عواقبه وخيمة إن لم نحسن التعامل معه.
أتساءل: هل باستطاعة ثورة الشباب السلمية أن توقف صلف هذا الحزب الفاشي العنصري الذي أظهر حقده على الشعب اليمني؟.. شباب الثورة يقترحون إيقاف قرارات الإبعاد والتصفية والتهميش التي تقوم بها بعض المكاتب في أمانة العاصمة وبعض المحافظات والمكاتب الأخرى وسوف يقومون بنشر كل تلك الجرائم التي يقترفها مدراء كانوا سبباً رئيسياً في قيام الثورة وسيكونون السبب الرئيسي أيضاً في محاكمة وملاحقة بقايا وأذيال النظام.. شباب الثورة مدعوون لتتبع هذا المسلسل الجديد المدبلج الذي ستطول حلقاته ولن ينتهي إلا بقيام حكومة الوفاق بواجبها وعلى أكمل وجه بعيداً عن التعامل الحزبي الضيق والأرعن، لن ينتهي مثل الخبث والوباء إلا بصحوة قوية جديدة تطهر الحياة من رجس الأزلام ودعاة القطيعة والخراب، لن يستقر الوطن بوجود هؤلاء النهابة ومثيري الفتنة، وهذه سنة الحياة الفساد لا يدوم وإن طال أمد دولته، لا بد من نهاية وقد حانت النهاية واقترب الأجل والله المستعان..
Abast66@hotmail.com
عبدالباسط الشميري
سيناريو الشعبي العام الانتقامي! 2182