بتاريخ 21/1/2012 عقدت في عدن دورة تدريبية خاصة ببناء ثقافة السلامة المهنية للصحفيين وكنت أنا من ضمن المشاركين في هذه الدورة.
في هذه الدورة تحدث منسق الإتحاد الدولي للصحفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منير زعرور بأن الاتحاد الدولي يدعم حرية التعبير ويعمل على الحفاظ على السلامة المهنية للصحفيين.
وقيل أيضاً في الدورة بأن الحكومة اليمنية تعمل على الارتقاء بواقع العمل الصحفي والعمل على توفير المزيد من الحريات والحقوق للمشتغلين في حقل الصحافة، وعلى الحكومة أن تضطلع بدورها في حماية الصحفيين وفي ضمان عدم إفلات من يرتكبون جرائم بحق الصحفيين في العقاب.
لم تمض سوى أيام قليلة على انتهاء هذه الدورة وإذا بالأستاذ/ سيف الحاضري - مدير عام مؤسسة "الشموع للصحافة والإعلام" - يتلقى تهديداً بالقتل والتصفية الجسدية من قبل (مراد العوبلي) - قائد الحرس الجمهوري في تعز.. لماذا؟!! لأن الصحيفة قامت بتأدية رسالتها الإعلامية بصدق وبمسؤولية، إذ كلنا نعرف أن محافظة تعز كانت الأكثر تعرضاً للحرب والأكثر عدداً في سقوط الشهداء والجرحى، حيث ركز النظام على محافظة تعز وسعى بكافة الوسائل من أجل القضاء على كل من يطالب بحقه ولا ننسى أن الاعتداءات طالت الساكنين الآمنين وأن القذائف طالت من في البيوت وإزاء ذلك لا يستطيع أحد أن يسكت ويقف موقف المتفرج.. لذلك كانت الصحيفة "الشموع" تعمل على نقل الوقائع والأحداث بصدق وأمانة من أجل إحقاق الحق.
إن الصحافة في اليمن يجب أن تمارس وتؤدي رسالتها الإعلامية بعيداً عن التعصبات الحزبية والمناطقية وكل صحيفة تتبع هذا الأسلوب في توصيل رسالة إعلامية يكون إعلامها هادفاً وصادقاً وحراً وشريفاً.
عموماً إن التهديد بالقتل من أجل الكلمة يعد إجراماً بل إرهاباً يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار للوطن ككل وبما أن التهديد قد صدر من القيادة العسكرية في أعلى مراتبها وكونه يهدد ويتوعد باسم الحرس الجمهوري وفي موقعه كقائد، لذلك لا يمكن التغاضي عنه بأي حال من الأحوال.. وعليه لا بد أن تقوم الجهات المعنية الأمنية والقانونية بالنظر إلى هذا الموضوع، كونه يهدد العمل الصحافي في اليمن وإذا كنا سنكمم أفواهنا وسنخاف من مواجهة كل ما هو فاسد وسنحمي المجرمين فلن نفلح أبداً في بناء اليمن الذي نحلم به.
لذا على كل المسؤولين وعلى وزير الإعلام تحديداً النظر إلى هذه المسألة ويتخذ الموقف الذي ننتظره منه، كونه يسعى إلى الرقي بالعمل الإعلامي ويناشد بالشفافية في نقل الأحداث.. وعمل إرهابي كذلك الذي صدر من قبل مراد العوبلي لن يقبل به بالتأكيد وزير الإعلام، لأنه يعد عملاً من أجل مصادرة كلمة الحق، وهذا ما لا نرضى به.
وأخيراً لا أملك إلا أن أتوجه بالنداء إلى كل مواطن شريف وكل صحفي صاحب قلم حر وكل مسؤول وتحديداً إلى وزير الإعلام، أتوجه إليهم بعدم السكوت عما يجري، فبداية السكوت ضعف ونحن لسنا كذلك..
كروان عبد الهادي الشرجبي
لا لتكميم الأفواه.. 1991