أيام قليلة و يدخل الوطن مرحلة جديدة من مراحله التاريخية، وذلك من خلال الاستحقاق الانتخابي الذي سيجري في 21 فبراير، الجاري لانتخاب الأخ/ عبد ربه منصور هادي" رئيساً توافقياً لليمن خلفاً للرئيس السابق/ علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن قرابة 34 عاماً،..وسيكون هادي ثاني رئيس للجمهورية اليمنية منذ إعلان قيامها في الثاني والعشرين من مايو العام 1990م.
الأمر الذي يتطلب منا جميعاً المشاركة الفاعلة، وحشد الناس وحثهم على ذلك، والعمل على إنجاح هذا الحدث التاريخي المهم، وإن كان لا يوجد سوى مرشح واحد، ونتائج محسومة مسبقاً كما يقول البعض إلا أن المرحلة والظرف الحساس يحتمان علينا المشاركة في هذه الانتخابات، من أجل مصلحة الوطن، وإنهاء عقود من الحكم الفردي العائلي، والدخول في مرحلة العمل الجماهيري الحقيقي، وتكريس الديمقراطية قولاً وفعلاً وعملاً، بعيداً عن الشكليات الكاذبة، والديكورات الزائفة، والانتخابات الصورية التي اعتدنا عليها في العديد من البلدان العربية والتي عادة ما تعيد لنا إفراز نفس الحاكم ونفس النظام وإن كانت بنسب متفاوتة.
كما ويجب أن نكون جميعاً على أتم الاستعداد، وعلى الجهات المعنية أن تعمل على تهيئة الأجواء وتلطيفها وبذل كل الجهود من أجل إنجاح الانتخابات القادمة باعتبارها انتخابات مصيرية بامتياز, ستحدد مستقبل الوطن، وتنهي عقوداً من الاستبداد السياسي والانفراد بالسلطة والثروة.
هذا بالإضافة إلى كونها ستفتح الباب أمام المشاركة الشعبية الواسعة لبناء اليمن الجديد الذي نحلم به منذ ردح من الزمن، فالمشاركة لازمة وحق من حقوق المواطن وواجب من واجباته تجاه وطنه فلا يجوز التهوين بأهميتها، أو التقليل من شأنها، فهي مفتاح العبور نحو المستقبل المشرق بإذن الله تعالى.
ختاماً.. لا أُخُفيكم أنني ومنذُ أن ينعت أظافر يدي لم أشُارك بأي انتخابات ربما لعدم قناعتي بنتائج تلك الانتخابات التي كانت تُجرى بصورة وهمية، وبنتائج محسومة، وبأصوات مضمونة، ولا غرابة فالمال والسلاح والإعلام والوظيفة العامة بيد النظام الحاكم وبالتالي فإن فرص إمكانية تحقيق تغيير عبر صناديق الاقتراع أصبحت من السبع المستحيلات، ولكني قررتُ المشاركة في استحقاق يوم(21) فبراير، لاسيما بعدما أقرت اللجنة العليا للانتخابات حق المشاركة بالبطاقة الشخصية على أساس أني لا أمتلك بطاقة انتخابية.
Musa.najy@hotmail.com
موسى العيزقي
معاً نحو يمنٍ جديد.. 1592