التقرير الاستخباراتي الذي كشف المخطط الإيراني في اليمن وانفردت جريدة الشرق السعودية بنشره ونقلته منها بقية وسائل الإعلام من صحف ومواقع وغيرها، هذا التقرير الهام والخطير يؤكد ما كنا نحذر منه ونكتب عنه طوال الفترة الماضية، ولكننا لم نكن نعلم وندرك أن المخطط وصل إلى هذه الدرجة والمرحلة من التنفيذ والعمل على كافة المستويات السياسية والحزبية والإعلامية والميدانية وإن كنا قد تحدثنا في مقالات سابقة عن حزب إيران في اليمن والسعي لتشكيل جبهة وتيار كبير يكون وكيلاً إيرانياً واليد المنفذة لمخططاتها في اليمن، وقد ذكرت في ذلك المقال أسماء شخصيات عبرت عن تحولها إلى أدوات في هذا المشروع والمخطط، وفي مقال آخر أكدت على أن ما يسمى بجبهة إنقاذ الثورة إنما هي جيب من جيوب إيران وتمدد للحوثيين في بعض المناطق والمحافظات وخاصة تعز.
واللافت للنظر في التقرير الاستخباراتي الذي يتوافق مع الواقع الميداني والرصد السياسي، أنه يتحدث بلغة الأرقام عن 30 برلمانياً وسياسياً يعملون لحساب إيران وينشطون في هذا الإطار وبينما كنا نتحدث عن حزبين أو ثلاثة يتبعون طهران إذا بالتقرير يتحدث عن قيام إيران بإنشاء وتمويل سبعة أحزاب يمنية، منها ثلاثة أصبحت موجودة "الحق والقوى الشعبية" وحزب تم الإعلان عنه مؤخراً "حزب الأمة" وحزبان يتم الإعداد لإشهارهما قريباً.
وفي المجال الإعلامي والصحفي يتحدث التقرير عن إنشاء عشرين وسيلة إعلامية تسير في الفلك الإيراني وتحقق المشروع الفارس في اليمن، وبلغة الأرقام يذكر سبع صحف منها صحيفتان تم إصدارهما فعلاً وعشرة مواقع الكترونية وثلاث قنوات فضائية، بالإضافة إلى تدريب عدد من الإعلاميين اليمنيين في بيروت تحت إشراف حزب الله وأن الاستقطاع المحموم يتركز على اليساريين والاشتراكيين والناصريين وحتى أعضاء في التجمع اليمني للإصلاح.
وأخطر ما ورد في التقرير هو قيام مسؤولين في الجيش والمؤسسة الأمنية تم إعفاؤهم من مناصبهم أثناء الحروب الستة بين الدولة والمتمردين الحوثيين، بتجنيد أنصارهم وكسب أنصار جدد في الجيش والأمن لتشكيل جبهة موحدة تعمل على تحقيق أهداف إيران في اليمن..
وهذا يعني أن المخطط الإيراني والمشروع الشيعي استكمل أهم حلقاته وحقق أخطر أهدافه باختراق المؤسسة العسكرية والأمنية إنشاء وحدات عسكرية وأمنية محترفة ومدربة لتكون الجناح العسكري لهذا الحلف الفارسي والتآمر الإيراني، بحيث يتم دمج المقاتلين الحوثيين مع العسكريين الرسميين في إطار جيش واحد وجبهة عسكرية قوية، والذي يثبت ذلك المعلومات المطلعة والتي تؤكدها وصول أول دفعة عسكرية تدريب من منطقة البقاع اللبنانية تحت إشراف حزب الله والحرس الثوري الإيراني وأن هذه الدفعة قد وصلت فعلاً خلال الأيام الماضية إلى عدن كمليشيات مسلحة وعناصر مدربة في إطار التحالف والتنسيق بين الحراك الجنوبي والتمرد الحوثي والمخطط الإيراني الذي يدعم ويدفع قوى الحراك الانفصالية لتفجير الوضع عسكرياً واستخدام القوة لإعلان الانفصال وفك الارتباط.
وقد جاءت تصريحات القيادي في الحراك والحوثي بالنسب حسين زيد بن يحيى تؤكد هذا المسار وتثبت صحة هذه المعلومات وأن المتمردين الشيعة تجاوزوا الوصول إلى منفذ ميدي البحري إلى عدن المنفذ والميناء والعاصمة الاقتصادية والمدينة الاستراتيجة وكل هذا يحدث والسياسيون في صنعاء وعدن وبقية مدن ومناطق اليمن في غفلة عن الزمن وتجاهل أو جهالة بما يجري من مؤامرات وفتن وتحالفات لتفتيت وتقسيم الوطن.
ومن المهم الإشارة والتأكيد على أن المخطط الإيراني وإن كان يعمل في اليمن بالأصالة وبصورة مباشرة ومبرمجة فإنه يستهدف السعودية بالوكالة إذا لم يكن في المقدمة، وعندما تضخ إيران هذه الأموال الكبيرة والمبالغ الطائلة والإمكانيات الهائلة والأنشطة المستمرة والخطوات الحثيثة فإنها تتخذ من اليمن قاعدة انطلاق نحو المملكة العربية السعودية وبقية الدول الخليجية في إطار المشروع الفارسي الكبيرة والمخطط الإيراني الخطير وأن معظم الأنشطة والفعاليات والتحركات التي تقوم بها أحزاب إيران في اليمن ووكلاؤها القدماء الرسميون وأنصارها المستجدون تتجه نحو السعودية وتصويرها كعدو للشعب اليمني وأنها وقفت ضد الثورة الشعبية السلمية وأهملت القضية الجنوبية وخلال ذلك يستدعي عملاء إيران في اليمن الأحداث التاريخية وكل ما من شأنه التحريض ضد السعودية.. فهل من مدكر؟ اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
عبد الفتاح البتول
المخطط الإيراني في القطر اليماني.. من العمل السياسي إلى التحرك العسكري!! 1987