من لا خير فيهم أولئك الذين اعتادوا تقبيل الركب وخيانة تلك المائدة التي يأكلون من أطرافها على استحياء مقابل الفتات من أعدائها، لا يملىء بطونهم غير التراب، فهم كجهنم عندما خاطبها الله عز وجل هل امتلأتي أجابت هل من مزيد. امتهنوا المدح والثناء لكل من عنده مصلحتهم والخيانة والخديعة والمكر لكل من وثق بهم وقربهم اليه، تجدهم يشعرون بالنقص دائماً ولهذا فهم يسعون للانتقام من الجميع، هؤلاء موجودون في كل مكان ويركزون على الأماكن الحساسة والهامة في أي منظومة للعمل فيها وتجدهم أيضاً منسجمين مع بعضهم، تجمعهم الخطط الإجرامية والأعمال الدنيئة ويغارون من كل شيء جميل على وجه الأرض من أعمال وعادات وقيم وسلوك وتقاليد وغيرها، وقد يتظاهرون بها أحياناً بهدف الوصول إلى اغراضهم الدنيئة وخططهم الخبيثة ويعملون كخلية واحدة أشبه بعصابات المافيا والصهيونية العالمية والماسونية وغيرها يتواجدون في كل مكان، في المؤسسات الحكومية والمدنية وفي الجماعات المتطرفة والدينية المعتدلة والمتشددة وبقية المذاهب الأخرى وفي الأحزاب السياسية وفي الملتقيات والمنظمات المدنية، يتواجدون في النظام أو داخل المعارضة على حد سواء وفي ساحات الاعتصامات، ومن بقايا النظام والبلاطجة، وأي مؤسسة أو منظومة يصلون إليها ويتوغلون فيها سرعان ما تتغير سياستها وأهدافها بما يواكب خططهم وأهدافهم ليصيبها الشلل التام أو الموت السريري، ولانهم يجيدون كافة أنواع التضليل والخديعة والمكر، فإنك من الصعب أن تكتشف أي عنصر منهم بسرعة.
لكنه من السهل على ذلك العنصر أن ينال ثقلك ويصبح من المقربين، ولأنهم دائما تجدهم يغضون الطرف عن الجرائم التي ترتكب بحق إخوانهم المسلمين في فلسطين وغيرها من بلدان العالم، وكذا يتجاهلون الكثير من قضايا الظلم والاستبداد ونهب المال العام، وفي نفس الوقت تجدهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لو أن شخصاً دهس كلباً بسيارته أو شيخاً كبيراً في السن تزوج بفتاة شابه برضاها وموافقة أسرتها، وأي نظام فاشل في هذه الأرض تأكد أنهم البطانة السيئة والحاكم الفعلي له من خلف الكواليس.وزمان اسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين، وفي عصرنا هذا أسمتهم نخبة الساسة والمثقفين بالطابور الخامس، وما نخشاه اليوم هو سعي ذلك الطابور لإدخال البلاد في المزيد من الفوضى والتشرذم من خلال افتعال المعوقات والعراقيل المصطنعة أمام خط سير حكومة الوفاق الوطني.ودموع الأستاذ/ محمد سالم باسندوة، وآمال وتطلعات الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يتجرعون الفقر والخوف والمعاناة والظروف القاسية منذ عدة سنوات واشتدت أكثر خلال العام المنصرم، لذا صار من الواجب علينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً لمواجهة مخططات وأفعال عناصر ذلك الطابور الخامس ومن يقف ورآءهم لإنجاح الثورة وتحقيق أهدافها والحفاظ على سلميتها حتى إخراج البلاد مما يمر به اليوم إلى بر الأمان بإذن الله، ولن يتحقق ذلك بأطماع ومصالح حزبية بحتة بل بنوايا حسنة وصادقة وجهود حثيثة وجبارة وإيمان عميق بالثورة وأهدافها وآمال وتطلعات كافة أبناء الوطن وإخلاص ووطنية لا تقل شأناً عن إخلاص ووطنية أولئك الشهداء الذين وهبوا أرواحهم للوطن وسقطوا في مختلف ساحات الحرية والتغيير ولا شك بأن الملايين من أبناء الوطن يتمتعون بذلك، وأصبحوا اليوم أكثر حرصاً على وطنهم والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
والله هو الناصر المعين
عبدالوارث ألنجري
الطابور الخامس 1965