لكل نظام (عربي) أبواقه الخاصة به ممن يبررون لهم ارتكاب المزيد من المجازر الشنيعة بحق شعوبهم الحرة- فقد تبين ذلك جلياً في ثورات (الربيع العربي) المباركة، في ثورة السعيدة الحبيبة كان لهذه الأبواق حضور لافت عكس مدى استشراء الفساد الأخلاقي والمحسوبية والوساطة في البلدان النامية.
تختلف الأبواق وتتنوع على حسب التصنيف, الأجرة وكذلك طبيعة المهام الموكلة للبوق! فمنهم (أبو فله) ومنهم أبو (صالون) بالتدريج حتى أصغر بوق بلطجي (أبو ألفين).. المثير للشفقة أناس كنا نظنهم أكاديميين وأساتذة جامعة مثلوا أكبر الأبواق (أبو ملايين) ولا يزالون حتى الساعة يتباكون على ثورة(الشباب) التي فقدت عذريتها ـ حسب قولهم.
ما نعانيه في يمننا الحبيب أننا دائماً نرى (الشخص الغير مناسب في المكان المناسب), هناك شخصيات غير مؤهلة إطلاقاً تعبث بمفاصل الدولة, عبث واستهتار إلى أبعد الحدود في مراكز صنع القرار.. وفي المقابل من يحملون المؤهلات والخبرات العملية لا يُستغلون في هذه الأماكن الشبه شاغرة.
ماذا لو وضُع الشخص المناسب في المكان المناسب (تكنوقراط)؟ نقول يجب أن توضع أكفأ الشخصيات، كلٌ في مكانه المناسب لأجل الارتقاء بالعمل المؤسساتي، بما يحقق خدمة المواطن في المقام الأول وكذلك النهوض بالمؤسسة نفسها.
بعد تشكيل حكومة الوفاق, استبشرنا خيراً, وبما أن الوضع غير مطمئن لوجود عراقيل وألغام أمام هذه الحكومة قلنا لابد أن تكون هذه الحكومة من صفوة الناس! أغلبيتهم مقبولون والحمد لله، لكن مفاصل الدولة ومراكز صنع القرار مثقلة بالأشخاص الغير مناسبين منهم من يمثلنا محلياً ومنهم من يمثلنا على المستوى الخارجي.
بقدر ما يهم تحسين خدمة المواطنين وتسهيل معاملاتهم, يهمنا كذلك تمثيل بلادنا على الوجه المطلوب على النطاق الخارجي- ما أقصده هنا (الإعلام)! الفضائية اليمنية خير شاهد، ألم يجد سيادة/ وزير الإعلام من يقرأ نشرة الأخبار؟! من يسمع نشرة الأخبار في " الفضائية اليمنية" يظن أن هذه القناة في بث تجريبي وأن المذيعين غير مؤهلين أصلاً! من المفترض أن اليمن أصل اللغة العربية بينما مذيعو الفضائية يكسرون اللغة كأنهم صفوة الصحفيين في اليمن بينما هناك من الكفاءات من لجأوا للعمل في قنوات أجنبية وأبدعوا – لماذا لا يتم استغلال مثل هؤلاء بدلاً من رؤية تلك الوجوه التي كانت ليس بعيد تبرر لأعمال قتل المتظاهرين, ويا ليتهم مؤهلون! لماذا هؤلاء لا زالوا يعبثون بأحد أهم ركائز التمثيل الخارجي!.
لم نلمس أي تغيير في المجال الإعلامي إلا في صحيفة (الجمهورية) التي عادت للشعب, هي لم تصبح ناطقة باسم الثورة كما يتهمها بعض كتابها من أبواق النظام الراحل والذين مازالوا يكتبون فيها حتى الآن, لكنها فتحت الباب بمصراعيه لكافة الأفكار مع اختلاف آرائهم وتوجهاتهم السياسية والأيديولوجية، لو كانت ناطقة باسم الثورة فعلاً لما رأينا تلك الوجوه العابسة ما زالت تكدر صفو (الجمهورية) كل يوم وهذا يحسب لها, لكنهم يتنكرون لذلك في صفحاتها!
لو كان يملك هؤلاء ذرة من (ماء الوجه) فليعتزلوا الكتابة وليتركوا الناس في حالهم, فمن كانوا يدافعون عنه قد (رحل) والتاريخ لا يرحم.. بالأمس طرد (عبده الجندي) من إحدى احتفالات التخرج في كلية اللغات في مشهد يثير الشفقة! مالذي أتى به بربكم؟ ألا يفهمون أن نجمهم قد أفل وأن عقدهم قد انتهى, ولم يعد مرغوباً بهم؟! ليتهم يسكتون!!
متولي محمود
ليتهم يسكتون!! 2140