الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن, إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني, ومن هنا يجب علينا أن نقف وقفة صادقة وجادة تغمرها عشق الوطن ومجردة من الأنانية وحب المصالح الشخصية وتقديم مصلحة الوطن والشعب على المظلوم على كل المصالح الشخصية والاعتبارات السياسية وغيرها.
نعم.. نحن أهل الإيمان والحكمة كما وصفنا سيد الخلق وأكرمهم, وقد أثبتنا للعالم بأكمله أننا قادرون على تحدي الرشاشات والدبابات بصدور عارية رغم توفر السلاح في كل بيت ودار وزقاق ومحل تجاري.
إخواني الشباب أتمنى أن نعي جيداً أن الثورة لم تنته بعد كما يروج لها البعض وهذا لا يعني إنكار ما تم إنجازه إلى الآن من أهداف الثورة الشبابية السلمية العظيمة وأهمها رحيل صالح وبعض أسرته ولكن هذا لا يعني نجاح الثورة كما صورها لنا السياسيون أنه برحيل صالح تنجلي الأمور ويستقر الوطن وتعود المياه لمجاريها وكأنه الفاسد الوحيد في اليمن, فان كانوا جادين في ذلك فهذه ثقافة مغلوطة وأقل ما نصفهم به هو أنهم ما زالوا يفتقرون إلى الحنكة السياسية, أما إن كانوا غير ذلك فإنهم يكذبون على الشعب ويخونون دماء الشهداء, أفلا يعلمون أن صالح يدير بلاطجته وما تبقى من نظامه الفاسد باتصال هاتفي من قصر الرئاسة أومن قصره فهل يعجز عن الاتصال وهو في الولايات المتحدة.
وهنا ندعو للاستمرار في الفعل الثوري وتصعيد واستمرار ثورة المؤسسات الحكومية والتي تعتبر من أهم وأقل حقوق الشعب فالفساد لم يقتصر على الرئيس السابق وعائلته فقط بل هناك مدراء وقادة عسكريون وأمنيون ورؤساء جامعات وعمداء كليات ومعاهد ومسؤولون كثر غارقين في الفساد ومتربعين على كراسيهم منذ أكثر من عقدين ومنهم الفاسدون مالياً وإدارياً وأخلاقياً وما إلى ذلك ومنهم الغير المؤهلين وفيهم العجب العجاب, فما المعنى للثورة إذا لم تتخلص من كل براغيث وطغاة الفساد في المؤسسات الحكومية؟, لذا علينا أن نستمر في ثورة المؤسسات الفاسدة كأقل حق نكتسبه من الثورة الشعبية السلمية, أيضاً وما معنى القلم إذا لم يفتح فكراً أو يضمد جراحاً أو يرقى دمعة أو يطهر قلباً أو يكشف زيفاً أو يبني صرحاً، يسعد الإنسان في ظلاله.
وأخيراً يجب علينا كل من جهة عمله أو مركزه أو حسب إمكاناته مواصلة النضال السلمي والحفاظ على سلمية الثورة وتنظيف وتطهير كل المؤسسات الحكومية المتعفنة ويجب علينا أيضاً إعانة حكومة باسندوة الرجل الوطني المعروف لعل وعسى أن نجد فيها ما يلبي ولو معظم أهداف وتطلعات الثورة الشبابية السلمية.
حكمة:
لا تستعن بظالم على ظالم،حتى لا تكون فريسة للاثنين "
رمزي المضرحي
ثورة المؤسسات 1736